النحو العربي
المقدمة:
بسم الله الرحمن الرحيم, أرجو أن يكون في هذا البحث، لقاء خير بين الصفحات والقارئ، وأن يكون لقاء خيرٍ ونفعٍ وفائدةٍ, وأن يعمره بالإخلاص لوجهه – سبحانه- وأن يجعله مباركاً على من يقرأه أو يسمع عنه.
العربية أو علم العربية، علمٌ علمَ كثير من أهل العلم والفضل فضله, وجهل كثير من الناس ممن لم يعنوا بهذه الناحية أهميتَه وفائدتَه وترتب على ذلك أن انصرف بعض الناس عن دراسته ظناً منهم أنه من مكملات العلوم أو من ثوانيها وليس من العلوم الأساسية الأولى فيها.
دراسة علم العربية كما يسميه العلماء الأولون، ذكر العلماء في شروط الفقيه والمجتهد والمفسر والأصولي وغيرهم أشياء كثيرة تدل على أن دراسة هذا العلم والتضلع فيه وفهم خصائصه ودقائقه مما لا يسع واحداً من هؤلاء أن يجهله؛ ومن ثَمَّ أصبح من الضروري أن يتعلم الناس هذا العلم, وإنما جاءت دعوى صعوبة هذا العلم من ظن الناس أنه ليس علماً أساسياً, وصار بعضهم لا يعطيه حقه من الاهتمام, وإذا لم يعطَ الشيء حقه من الاهتمام صعب على الناس فهمه واستذكاره.
العربية من شعائر الدين, ومن يتحدث بالعربية فإنه يتحدث بلسان الدين, ولاشك أن كتاب الله - سبحانه وتعالى- وهو في الذروة من الفصاحة والبيان وسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهي كما نعلم في وصف حديثه -صلى الله عليه وسلم- أنه أوتي جوامع الكلم أي أنه يلقي الكلمات القلائل, فيدل على المعاني الكثيرة, ثم هذا الجمع الكبير من كتب العلم في شتى العلوم الإسلامية المختلفة التي ألفت بهذا اللسان العربي كل هذه تستدعي من الإنسان أن يكون عارفاً مدركاً لقواعد هذه اللغة, وكم كان من الشنيع غير المقبول في عصور متفاوتة أن يتحدث الإنسان بغير هذا اللسان أو أن يتطرق اللحن إلى لسانه عندما يتحدث بها, وكان الخلفاء والأمراء والخطباء أشد ما يتخوفون أن يقع الواحد منهم في لحن في الكلام أكثر من تخوفه في أن يخطئ في موضوع خطبته, وإذا أضفنا إلى ذلك أن نرى كثيراً من الخطباء يكون الواحد - سواء في خطب الجمعة أو غيرها- ينبري الواحد منهم بموضوع متميز مؤثر ذي قيمة كبيرة للسامع وللمتابع ويحشد له من الأدلة والأمثلة الشيء الكثير, ولكن يقع في لحن عندما يلقي هذه القضايا فيصرف كثيراً من السامعين عن متابعته ويكون عمله أشبه بالداء الذي قد تطرق إلى ذلك الطعام الجيد المميز فافسده ومنع الاستفادة منه.
من هنا تأتي أهمية تعلم القواعد
- ينقسم الكلام إلي مفيد وغير مفيد. أما ما كان غير مفيد، فلا يسمى اللفظ منه كلمة . فالكلمة ما كان دالا على معنى
أقسام الكلام :
ويدلك على فضل الصمت أمرٌ، وهو أن الكلام أربعة أقسام:
1- قسم هو ضررٌ محض. 2- وقسم هو نفع محض.
3- وقسم هو ضررٌ ومنفعة. 4-قسم ليس فيه ضررٌ ولا منفعة.
أما الذي هو ضرر محض فلا بد من السكوت عنه، وكذلك ما فيه ضرر ومنفعة لا تفي بالضرر.
وأما ما لا منفعة فيه ولا ضرر فهو فُضُول ، والاشتغال به تضييع زمان، وهو عين الخسران، فلا يبقى إلا القسم الرابع؛ فقد سقط ثلاثة أرباع الكلام وبقي رُبع، وهذا الربع فيه خطر، إذ يمتزجُ بما فيه إثم، من دقيق الرياء والتصنُّع والغيبة وتزكية النفس، وفضول الكلام، امتزاجًا يخفى دركُه، فيكون الإنسان به مخاطرًا.
ومن عرف دقائق آفات اللسان، علم قطعًا أن ما ذكره صلى الله عليه وسلم هو فصلُ الخطاب، حيث قال: "من صمت نجا". فلقد أوتي والله جواهر الحكم، وجوامع الكلم، ولا يعرف ما تحت آحاد كلماته من بحار المعاني إلا خواصُّ العلماء.
إذا كان الكلام من فضة فإن السكوت من ذهب" جملة عظيمة قالها لقمان عليه السلام لابنه وهو يعظه، ولا شك أنها وصية عظيمة جليلة لو عمل بها الناس لاستراحوا وأراحوا، ألا ترى أن اللسان على صغره عظيم الخطر، فلا ينجو من شرِّ اللسان إلا من قيده بلجام الشرع، فيكفه عن كل ما يخشى عاقبته في الدنيا والآخرة. أما من أطلق عذبة اللسان، وأهمله مرخيَ العنان، سلك به الشيطان في كل ميدان، وساقه إلى شفا جرف هارٍ، أن يضطره إلى دار البوار، ولا يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم.
وجد علماء العربية أن أصول الكلمات ثلاثية ورباعية وخماسية، والثلاثية هي الغالبة، فكان الثلاثي ميزانا، ولفظ الميزان هو (فعل) ويتم ضبطه وفق ضبط الكلمة الموزونة، فالفاء تقابل الحرف الأول، والعين تقابل الثاني، واللام تقابل الثالث.
دَرَسَ: فَعَلَ، تَعِبَ: فَعِلَ، كَرُمَ: فَعُلَ، صَبْر: فَعْل.
ووزن ما فوق الثلاثي الأصلي:
فعل+ ل= فَعْلَلَ.: دَحْرَجَ.
فعل+ لل= فَعَلَّل: سَفَرْجَل.
وزن الكلمة التي فيها زيادة:
حروف الزيادة: س، أ، ل، ت، م، و، ن، ي، هـ، ا+ التضعيف مجموعةً في كلمة - سألتمونيها-
يُزاد الحرف في الميزان: تَشَارَكَ: تَفَاعَلَ، ت، ا
- إذا حذف أحد الحروف الأصلية يحذف مقابله من الميزان: زِنَةً: عِلَةً.
- لا يؤثر الإدغام والإعلال والإبدال في الميزان: شَدَّ: فَعَلَ، ازدان: افتعل.
الكلمات التي فيها قلب يُنظر في أصلها: جاه أصلها وجه، وزنها عَفَلَ.
تعريف الكلمة: الكلمة قول مفرد، له معنى
أقسام الكلمة:
تقسم الكلمة إلى ثلاثة أقسام : اسم وفعل وحرف .
أولاً: الفعل
الفعل هو كل لفظٍ يدلُّ على حدثٍ في زمنٍ خاصٍّ. أو (ما دل على معنى في نفسه مقترن بزمان.
(1) الجامد والمتصرف:
الجامد: ما يلزم صورة واحدة إما الماضي وإما الأمر: عسى، ليسَ، هَبْ.
المتصرف: هو الذي يأتي بأكثر من صورة، وهو قسمان:
ناقص التصرف: يأتي بصيغتي الماضي والمضارع: كاد يكاد، ما زال ما يزال...
تام التصرف: يأتي بصيغة الماضي والمضارع والأمر: فَهِمَ يَفْهَمُ افْهَمْ.
(2) الصحيح والمعتل:
أحرف العلة ثلاثة هي: الألف، الواو، الياء.
الصحيح: ما خلت أصوله من أحرف العلة، أقسامه:
السالم: ما سلمت أصوله من الهمزة والعلة والتضعيف: سَمِعَ.
المهموز: ما كان أحد أصوله همزة: أخذ، سأل، قرأ.
المضعف: ما كان فيه حرفان من جنس واحد: شدَّ.
المعتلّ: ما كان أحد أصوله أو اثنان من أحرف العلة، أقسامه:
- المثال: : ما اعتلت فاؤه: وعد.
- الأجوف: : ما اعتلت عينه: قال.
- الناقص: : ما اعتلت لامه: رَضِيَ.
- اللفيف المفروق: : ما اعتلت فاؤه ولامه: وَعى.
- اللفيف المقرون: : ما اعتلت عينه ولامه: روَى.
(3) المجرد والمزيد:
المجرد: ما كانت حروفه أصلية، وهو قسمان:
(أ) الثلاثي وله ستة أبواب:
(1) فَعَلَ يَفْعُلُ: نَصَرَ يَنْصُرُ
(2) فَعَلَ يَفْعِلُ: ضَرَبَ يَضْرِبُ
(3) فَعَلَ يَفْعَلُ: فَتَحَ يَفْتَحُ
(4) فَعِلَ يَفْعَلُ: عَلِمَ يَعْلَمُ
(5) فَعُلَ يَفْعُلُ: كَرُمَ يَكْرُمُ.
(6) فَعِلَ يَفْعِلُ: حَسِبَ يَحْسِبُ.
(ب) الرباعي وله وزن واحد:
فَعْلَلَ يُفَعْلِلُ: عَسْكَرَ يُعَسْكِرُ.
المزيد: ما أضيف إلى حروفه الأصلية حرف أو أكثر وهو قسمان:
(أ) مزيد الثلاثي وهو ثلاثة أقسام:
- مزيد بحرف: أَفْعَلَ: أَذْهَبَ، فَعَّلَ: قَدَّمَ، فَاعَلَ: بَادَلَ.
- مزيد بحرفين: انْفَعَلَ: انْصَرَفَ، افْتَعَلَ: اجْتَمَعَ، افْعَلَّ: اسْوَدَّ، تَفَاعَل: ثَشَارَكَ، تَفَعَّلَ: تَحَدَّثَ.
- مزيد بثلاثة أحرف: اسْتَفْعَلَ: اسْتَغْفَرَ، افْعَوْعَلَ: اعْشَوْشَبَ، افْعَوَّلَ: اجْلَوَّذ، افْعَالَّ: اصْفَارَّ.
(ب) مزيد الرباعي قسمان:
- مزيد بحرف: تَفَعْلَلَ: تَدَحْرَجَ.
- مزيد بحرفين: افْعَنْلَلَ: احْرَنْجَمَ، افْعَلَلَّ: ادْلَهَمَّ.
(4) صيغ الفعل:
يقسم الفعل باعتبار الزمن إلى الماضي والمضارع والأمر .
(1) الماضي: هو كل فعل يدل على حدثٍ مضى: وقف، جرى، جادل.
علامته: دخول تاء التأنيث: وقفَتْ، دخول تاء الفاعل جادلْتُ، جادلْتَ، جادلْتِ. إعرابه: مبني دوما على:
الفـتح: -: إذا لم يتصل به شيء: نَظَرَ.
-: إذا اتصلت به تاء التأنيث الساكنة: نَظَرَتْ.
-: إذا اتصلت به ألف الاثنين: نَظَرَا.
السكون:-: إذا اتصل به ضمير رفع متحرك: نَظَرْتُ، نظرْتَ، نظرْتِ.
-: إذا اتصلت به نا الفاعلين: نَظَرْنَا.
-: إذا اتصلت به نون النسوة: نَظَرْنَ.
الضـم:-: إذا اتصلت به واو الجماعة: نَظَرُوا.
(2) المضارع: هو كل فعل يدل على حدث في الحال أو المستقبل: أغْسِلُ.
علامته: قبول السين وسوف: سأغسل، قبول النواصب أو الجوازم: لم أغْسِلْ، لن أغْسِلَ، قبول إحدى نونَيْ التوكيد: لأغسِلَنْ، لأغسِلَنَّ.
حروفه: حروف المضارعة التي يبدأ بها الفعل هي:
أ، ن، ي، ت.
إعرابه: يكون مُعْرَباً مرفوعا إذا لم يُسبق بناصب أو جازم: يلعبُ.
ومُعْرَبا منصوبا إذا سُبق بناصب: لن يلعبَ.
ومُعْرَبا مجزومًا إذا سبق بجازم: لم يلعبْ. .......... ويبنى على:
- الفتح إذا اتصلت به إحدى نونَيْ التوكيد: لا تحسبَنَّ.
- السكون إذا اتصلت به نون النسوة: النساء يلعبْنَ.
(3) الأمر: هو كل فعل يطلب به حصول شيء في الزمن المستقبل: الْعَبْ، نَظِّفْ.
إعرابه: يبنى على السكون إذا كان صحيح الآخر، ولم يتصل به شيء: تَمَهَّلْ.
إذا اتصلت به نون النسوة: تَمَهَّلْنَ.
يبنى على الفتح إذا اتصلت به نون التوكيد: اخْرُجَنَّ.
يبنى على حذف حرف العلة إن كان معتل الآخر: ادْعُ، اسْعَ.
يبنى على حذف النون إذا اتصلت به ألف الاثنين: افتحا، أو واو الجماعة: اجمعوا، أو ياء المؤنثة المخاطبة: احفظي.
(5)اللازم والمتعدي:
اللازم: ما لا ينصب مفعولا به: قَعَدَ، جَلَسَ، كَرُمَ. ويكثر في البابيْن الثاني والخامس وأفعال المطاوعة .
المتعدي: ما ينصب مفعولاً واحداً: سمعَ القولَ.
- ما ينصب مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر: ظن الأمرَ صحيحاً.
- ما ينصب مفعولين ليس أصلهما مبتدأً وخبراً: أعطى صديقَه كتاباً.
- ما ينصب ثلاثة مفاعيل: أَعْلَمَ أخاه أمراً جديدًا.
ويمكن تعدية اللازم بالهمزة أو التضعيف: قَعَدَ: أَقْعَدَ، قَعَّدَ.
(6) المعلوم والمجهول:
المعلوم: ما ذكر معه فاعله: سَمع الطفلُ صوتاً. المجهول: ما حذف فاعله، وأنيب غيره: سُمِعَ صوتٌ .
البناء للمجهول:
- إذا كان ماضياً عيبر ما قبل آخره، وضُم كل متحرك قبله: فَهِمَ؛ فُهِمَ.
- إذا كان مضارعاً فُتِح ما قبل آخره وضُمَّ أوله: يَسْتَعْمِلُ: يُسْتَعْمَلُ.
- إذا كان ما قبل آخر الماضي ألفاً قلبت ياء وعيبر ما قبلها: باع: بِيعَ.
- إذا كان ما قبل آخر المضارع واواً أو ياء قلبت ألفاً: يقُول: يُقَالُ.
- إذا كان الفعل يتعدى لمفعولين وبُني للمجهول يبقى المفعول الثاني على حاله: أُعطِيَ العاملُ مكافأة.
- لا يُبنى اللازم للمجهول إلا إذا كان نائب الفاعل مصدراً أو ظرفا أو جاراً ومجروراً: وُقِفَ أمامَ البابِ.
- فعل الأمر لا يُبنى للمجهول.
-*-*-*-*-
المقدمة:
بسم الله الرحمن الرحيم, أرجو أن يكون في هذا البحث، لقاء خير بين الصفحات والقارئ، وأن يكون لقاء خيرٍ ونفعٍ وفائدةٍ, وأن يعمره بالإخلاص لوجهه – سبحانه- وأن يجعله مباركاً على من يقرأه أو يسمع عنه.
العربية أو علم العربية، علمٌ علمَ كثير من أهل العلم والفضل فضله, وجهل كثير من الناس ممن لم يعنوا بهذه الناحية أهميتَه وفائدتَه وترتب على ذلك أن انصرف بعض الناس عن دراسته ظناً منهم أنه من مكملات العلوم أو من ثوانيها وليس من العلوم الأساسية الأولى فيها.
دراسة علم العربية كما يسميه العلماء الأولون، ذكر العلماء في شروط الفقيه والمجتهد والمفسر والأصولي وغيرهم أشياء كثيرة تدل على أن دراسة هذا العلم والتضلع فيه وفهم خصائصه ودقائقه مما لا يسع واحداً من هؤلاء أن يجهله؛ ومن ثَمَّ أصبح من الضروري أن يتعلم الناس هذا العلم, وإنما جاءت دعوى صعوبة هذا العلم من ظن الناس أنه ليس علماً أساسياً, وصار بعضهم لا يعطيه حقه من الاهتمام, وإذا لم يعطَ الشيء حقه من الاهتمام صعب على الناس فهمه واستذكاره.
العربية من شعائر الدين, ومن يتحدث بالعربية فإنه يتحدث بلسان الدين, ولاشك أن كتاب الله - سبحانه وتعالى- وهو في الذروة من الفصاحة والبيان وسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهي كما نعلم في وصف حديثه -صلى الله عليه وسلم- أنه أوتي جوامع الكلم أي أنه يلقي الكلمات القلائل, فيدل على المعاني الكثيرة, ثم هذا الجمع الكبير من كتب العلم في شتى العلوم الإسلامية المختلفة التي ألفت بهذا اللسان العربي كل هذه تستدعي من الإنسان أن يكون عارفاً مدركاً لقواعد هذه اللغة, وكم كان من الشنيع غير المقبول في عصور متفاوتة أن يتحدث الإنسان بغير هذا اللسان أو أن يتطرق اللحن إلى لسانه عندما يتحدث بها, وكان الخلفاء والأمراء والخطباء أشد ما يتخوفون أن يقع الواحد منهم في لحن في الكلام أكثر من تخوفه في أن يخطئ في موضوع خطبته, وإذا أضفنا إلى ذلك أن نرى كثيراً من الخطباء يكون الواحد - سواء في خطب الجمعة أو غيرها- ينبري الواحد منهم بموضوع متميز مؤثر ذي قيمة كبيرة للسامع وللمتابع ويحشد له من الأدلة والأمثلة الشيء الكثير, ولكن يقع في لحن عندما يلقي هذه القضايا فيصرف كثيراً من السامعين عن متابعته ويكون عمله أشبه بالداء الذي قد تطرق إلى ذلك الطعام الجيد المميز فافسده ومنع الاستفادة منه.
من هنا تأتي أهمية تعلم القواعد
- ينقسم الكلام إلي مفيد وغير مفيد. أما ما كان غير مفيد، فلا يسمى اللفظ منه كلمة . فالكلمة ما كان دالا على معنى
أقسام الكلام :
ويدلك على فضل الصمت أمرٌ، وهو أن الكلام أربعة أقسام:
1- قسم هو ضررٌ محض. 2- وقسم هو نفع محض.
3- وقسم هو ضررٌ ومنفعة. 4-قسم ليس فيه ضررٌ ولا منفعة.
أما الذي هو ضرر محض فلا بد من السكوت عنه، وكذلك ما فيه ضرر ومنفعة لا تفي بالضرر.
وأما ما لا منفعة فيه ولا ضرر فهو فُضُول ، والاشتغال به تضييع زمان، وهو عين الخسران، فلا يبقى إلا القسم الرابع؛ فقد سقط ثلاثة أرباع الكلام وبقي رُبع، وهذا الربع فيه خطر، إذ يمتزجُ بما فيه إثم، من دقيق الرياء والتصنُّع والغيبة وتزكية النفس، وفضول الكلام، امتزاجًا يخفى دركُه، فيكون الإنسان به مخاطرًا.
ومن عرف دقائق آفات اللسان، علم قطعًا أن ما ذكره صلى الله عليه وسلم هو فصلُ الخطاب، حيث قال: "من صمت نجا". فلقد أوتي والله جواهر الحكم، وجوامع الكلم، ولا يعرف ما تحت آحاد كلماته من بحار المعاني إلا خواصُّ العلماء.
إذا كان الكلام من فضة فإن السكوت من ذهب" جملة عظيمة قالها لقمان عليه السلام لابنه وهو يعظه، ولا شك أنها وصية عظيمة جليلة لو عمل بها الناس لاستراحوا وأراحوا، ألا ترى أن اللسان على صغره عظيم الخطر، فلا ينجو من شرِّ اللسان إلا من قيده بلجام الشرع، فيكفه عن كل ما يخشى عاقبته في الدنيا والآخرة. أما من أطلق عذبة اللسان، وأهمله مرخيَ العنان، سلك به الشيطان في كل ميدان، وساقه إلى شفا جرف هارٍ، أن يضطره إلى دار البوار، ولا يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم.
وجد علماء العربية أن أصول الكلمات ثلاثية ورباعية وخماسية، والثلاثية هي الغالبة، فكان الثلاثي ميزانا، ولفظ الميزان هو (فعل) ويتم ضبطه وفق ضبط الكلمة الموزونة، فالفاء تقابل الحرف الأول، والعين تقابل الثاني، واللام تقابل الثالث.
دَرَسَ: فَعَلَ، تَعِبَ: فَعِلَ، كَرُمَ: فَعُلَ، صَبْر: فَعْل.
ووزن ما فوق الثلاثي الأصلي:
فعل+ ل= فَعْلَلَ.: دَحْرَجَ.
فعل+ لل= فَعَلَّل: سَفَرْجَل.
وزن الكلمة التي فيها زيادة:
حروف الزيادة: س، أ، ل، ت، م، و، ن، ي، هـ، ا+ التضعيف مجموعةً في كلمة - سألتمونيها-
يُزاد الحرف في الميزان: تَشَارَكَ: تَفَاعَلَ، ت، ا
- إذا حذف أحد الحروف الأصلية يحذف مقابله من الميزان: زِنَةً: عِلَةً.
- لا يؤثر الإدغام والإعلال والإبدال في الميزان: شَدَّ: فَعَلَ، ازدان: افتعل.
الكلمات التي فيها قلب يُنظر في أصلها: جاه أصلها وجه، وزنها عَفَلَ.
تعريف الكلمة: الكلمة قول مفرد، له معنى
أقسام الكلمة:
تقسم الكلمة إلى ثلاثة أقسام : اسم وفعل وحرف .
أولاً: الفعل
الفعل هو كل لفظٍ يدلُّ على حدثٍ في زمنٍ خاصٍّ. أو (ما دل على معنى في نفسه مقترن بزمان.
(1) الجامد والمتصرف:
الجامد: ما يلزم صورة واحدة إما الماضي وإما الأمر: عسى، ليسَ، هَبْ.
المتصرف: هو الذي يأتي بأكثر من صورة، وهو قسمان:
ناقص التصرف: يأتي بصيغتي الماضي والمضارع: كاد يكاد، ما زال ما يزال...
تام التصرف: يأتي بصيغة الماضي والمضارع والأمر: فَهِمَ يَفْهَمُ افْهَمْ.
(2) الصحيح والمعتل:
أحرف العلة ثلاثة هي: الألف، الواو، الياء.
الصحيح: ما خلت أصوله من أحرف العلة، أقسامه:
السالم: ما سلمت أصوله من الهمزة والعلة والتضعيف: سَمِعَ.
المهموز: ما كان أحد أصوله همزة: أخذ، سأل، قرأ.
المضعف: ما كان فيه حرفان من جنس واحد: شدَّ.
المعتلّ: ما كان أحد أصوله أو اثنان من أحرف العلة، أقسامه:
- المثال: : ما اعتلت فاؤه: وعد.
- الأجوف: : ما اعتلت عينه: قال.
- الناقص: : ما اعتلت لامه: رَضِيَ.
- اللفيف المفروق: : ما اعتلت فاؤه ولامه: وَعى.
- اللفيف المقرون: : ما اعتلت عينه ولامه: روَى.
(3) المجرد والمزيد:
المجرد: ما كانت حروفه أصلية، وهو قسمان:
(أ) الثلاثي وله ستة أبواب:
(1) فَعَلَ يَفْعُلُ: نَصَرَ يَنْصُرُ
(2) فَعَلَ يَفْعِلُ: ضَرَبَ يَضْرِبُ
(3) فَعَلَ يَفْعَلُ: فَتَحَ يَفْتَحُ
(4) فَعِلَ يَفْعَلُ: عَلِمَ يَعْلَمُ
(5) فَعُلَ يَفْعُلُ: كَرُمَ يَكْرُمُ.
(6) فَعِلَ يَفْعِلُ: حَسِبَ يَحْسِبُ.
(ب) الرباعي وله وزن واحد:
فَعْلَلَ يُفَعْلِلُ: عَسْكَرَ يُعَسْكِرُ.
المزيد: ما أضيف إلى حروفه الأصلية حرف أو أكثر وهو قسمان:
(أ) مزيد الثلاثي وهو ثلاثة أقسام:
- مزيد بحرف: أَفْعَلَ: أَذْهَبَ، فَعَّلَ: قَدَّمَ، فَاعَلَ: بَادَلَ.
- مزيد بحرفين: انْفَعَلَ: انْصَرَفَ، افْتَعَلَ: اجْتَمَعَ، افْعَلَّ: اسْوَدَّ، تَفَاعَل: ثَشَارَكَ، تَفَعَّلَ: تَحَدَّثَ.
- مزيد بثلاثة أحرف: اسْتَفْعَلَ: اسْتَغْفَرَ، افْعَوْعَلَ: اعْشَوْشَبَ، افْعَوَّلَ: اجْلَوَّذ، افْعَالَّ: اصْفَارَّ.
(ب) مزيد الرباعي قسمان:
- مزيد بحرف: تَفَعْلَلَ: تَدَحْرَجَ.
- مزيد بحرفين: افْعَنْلَلَ: احْرَنْجَمَ، افْعَلَلَّ: ادْلَهَمَّ.
(4) صيغ الفعل:
يقسم الفعل باعتبار الزمن إلى الماضي والمضارع والأمر .
(1) الماضي: هو كل فعل يدل على حدثٍ مضى: وقف، جرى، جادل.
علامته: دخول تاء التأنيث: وقفَتْ، دخول تاء الفاعل جادلْتُ، جادلْتَ، جادلْتِ. إعرابه: مبني دوما على:
الفـتح: -: إذا لم يتصل به شيء: نَظَرَ.
-: إذا اتصلت به تاء التأنيث الساكنة: نَظَرَتْ.
-: إذا اتصلت به ألف الاثنين: نَظَرَا.
السكون:-: إذا اتصل به ضمير رفع متحرك: نَظَرْتُ، نظرْتَ، نظرْتِ.
-: إذا اتصلت به نا الفاعلين: نَظَرْنَا.
-: إذا اتصلت به نون النسوة: نَظَرْنَ.
الضـم:-: إذا اتصلت به واو الجماعة: نَظَرُوا.
(2) المضارع: هو كل فعل يدل على حدث في الحال أو المستقبل: أغْسِلُ.
علامته: قبول السين وسوف: سأغسل، قبول النواصب أو الجوازم: لم أغْسِلْ، لن أغْسِلَ، قبول إحدى نونَيْ التوكيد: لأغسِلَنْ، لأغسِلَنَّ.
حروفه: حروف المضارعة التي يبدأ بها الفعل هي:
أ، ن، ي، ت.
إعرابه: يكون مُعْرَباً مرفوعا إذا لم يُسبق بناصب أو جازم: يلعبُ.
ومُعْرَبا منصوبا إذا سُبق بناصب: لن يلعبَ.
ومُعْرَبا مجزومًا إذا سبق بجازم: لم يلعبْ. .......... ويبنى على:
- الفتح إذا اتصلت به إحدى نونَيْ التوكيد: لا تحسبَنَّ.
- السكون إذا اتصلت به نون النسوة: النساء يلعبْنَ.
(3) الأمر: هو كل فعل يطلب به حصول شيء في الزمن المستقبل: الْعَبْ، نَظِّفْ.
إعرابه: يبنى على السكون إذا كان صحيح الآخر، ولم يتصل به شيء: تَمَهَّلْ.
إذا اتصلت به نون النسوة: تَمَهَّلْنَ.
يبنى على الفتح إذا اتصلت به نون التوكيد: اخْرُجَنَّ.
يبنى على حذف حرف العلة إن كان معتل الآخر: ادْعُ، اسْعَ.
يبنى على حذف النون إذا اتصلت به ألف الاثنين: افتحا، أو واو الجماعة: اجمعوا، أو ياء المؤنثة المخاطبة: احفظي.
(5)اللازم والمتعدي:
اللازم: ما لا ينصب مفعولا به: قَعَدَ، جَلَسَ، كَرُمَ. ويكثر في البابيْن الثاني والخامس وأفعال المطاوعة .
المتعدي: ما ينصب مفعولاً واحداً: سمعَ القولَ.
- ما ينصب مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر: ظن الأمرَ صحيحاً.
- ما ينصب مفعولين ليس أصلهما مبتدأً وخبراً: أعطى صديقَه كتاباً.
- ما ينصب ثلاثة مفاعيل: أَعْلَمَ أخاه أمراً جديدًا.
ويمكن تعدية اللازم بالهمزة أو التضعيف: قَعَدَ: أَقْعَدَ، قَعَّدَ.
(6) المعلوم والمجهول:
المعلوم: ما ذكر معه فاعله: سَمع الطفلُ صوتاً. المجهول: ما حذف فاعله، وأنيب غيره: سُمِعَ صوتٌ .
البناء للمجهول:
- إذا كان ماضياً عيبر ما قبل آخره، وضُم كل متحرك قبله: فَهِمَ؛ فُهِمَ.
- إذا كان مضارعاً فُتِح ما قبل آخره وضُمَّ أوله: يَسْتَعْمِلُ: يُسْتَعْمَلُ.
- إذا كان ما قبل آخر الماضي ألفاً قلبت ياء وعيبر ما قبلها: باع: بِيعَ.
- إذا كان ما قبل آخر المضارع واواً أو ياء قلبت ألفاً: يقُول: يُقَالُ.
- إذا كان الفعل يتعدى لمفعولين وبُني للمجهول يبقى المفعول الثاني على حاله: أُعطِيَ العاملُ مكافأة.
- لا يُبنى اللازم للمجهول إلا إذا كان نائب الفاعل مصدراً أو ظرفا أو جاراً ومجروراً: وُقِفَ أمامَ البابِ.
- فعل الأمر لا يُبنى للمجهول.
-*-*-*-*-