عصر المماليك: ( 1287 – 1516 )
تعتبر معركة عين جالوت, التي دارت في 30 أيلول 1260 وانتصر فيها المماليك على المغول بداية العصر المملوكي في سورية غير أن الصليبيين ظلوا متمركزين بعدها في قسم كبير من الساحل ولاسيما في اللاذقية فأخذ المماليك على يد السلطان بيبرس ثم في عهد السلطان قلاوون يطردونهم من موقع إلى آخر.
في 22 آذار 1287 حدث زلزال عنيف في اللاذقية ألحق أضرارا في بعض أحيائها وفي تحصينات المرفأ ولاسيما في البرج الكبير, فأغتنم السلطان قلاوون هذه الفرصة ليهاجم اللاذقية وقاد الحملة الأمير حسام الدين طرنطاي الذي استولى على المدينة بعد أن حاصرها, وقد استسلم عله الفرنج بتاريخ 20 نيسان 1287 قسمت سورية في عصر المماليك إلى مقاطعات ونيابات, فألحقت اللاذقية بنيابة طرابلس التي أحدثت عام 1289,
كان الفرنج في هذه الفترة لا يزالون في جزيرة قبرص حيث اسسو مملكة صليبية, وفي عام 1363 نظموا هجوماً على الساحل السوري, فقاموا بإنزال على اللاذقية واحرقوها. وعندما زارها سنة 1477 السلطان الأشر ف أبو النصر قايتباي رأى إن بعض أبنيتها ولاسيما الدكاكين لا تزال متهدمة, كما شاهد فيها حمامات ومطحنة هوائية, وكان المرفأ يتسع آنذاك داخل السلسلة إلى سبع سفن , في 24 آب 1516 دارت معركة مرج دابق التي تغلب فيها السلطان سليم الأول على المماليك فأصبحت سورية جزءا من الدولة العثمانية .
العصر العثماني: ( 1516 – 1918 )
في القرن السادس عشر قسمت سورية إلى ثلاث ولايات هي حلب ودمشق وطرابلس , تتألف كل منها من عدة سناجق , فأصبحت اللاذقية سنجقا تابعة لولاية طرابلس .
في عام 1693 قام حاكم اللاذقية وهو من أسرة المطرجي بإصلاح أبنية المدينة وأعاد شيء من رونقها وازدهارها ويستدل من مؤلفات الرحالة الأجانب الذين زاروا اللاذقية إنها عرفت في أواخر القرن السابع عشر تطورا اقتصاديا ملموسا بسبب تصديرها التبغ إلى الخارج وبنوع خاص إلى دمياط في مصر. إن التبغ المخون المعروف باسم " الدخان أبو ريحة " الذي اشتهرت به اللاذقية زمناً طويلا قد ظهر إلى الوجود عام 1744, في تلك السنة قام أهالي الجبل بعصيان ضد الحكومة في اللاذقية, لذلك لم يتمكنوا من بيع محصولهم من التبغ إلى تجار المدينة فعلقوه في سقوف بيوتهم. ولما جاء الشتاء واخذوا يوقدون النار للتدفئة التصق دخانها بالتبغ المعلق فاسود لونه. وفي السنة التالية أصلحوا أمورهم مع الحكومة وباعوا التبغ الأسود إلى تجار اللاذقية الذين أرسلوه كعادتهم إلى دمياط, وهناك أحب الناس الرائحة التي اكتسبها التبغ من الدخان فطلبوا من تجار اللاذقية أن يصدروا لهم دائما هذا الصنف ومنذ ذلك اليوم راجت سوقه في الخارج وذاع صيته في كل مكان وهو يعرف حاليا في أوربا وأمريكا باسم " تبغ اللاذقية " في أواخر القرن الثامن عشر ألف تجار اللاذقية شركة أسموها " شركة تجار التبغ" وكان مقرها ومركز تخزين بضائعها في بناء كبير قريب من البحر عرف باسم " خان الدخان " وهو حاليا مقر متحف اللاذقية, ويقول احد الرحالة الفرنسيين, وكان قد زار اللاذقية عام 1784 إن المدينة تقوم بتجارة واسعة يتألف معظمها من التبغ, في الساعة الثالثة من بعد ظهر يوم 29 نيسان 1796 حدث زلزال هائل جدا في اللاذقية هدم معظم أبنيتها وقد تضرر بنوع خاص القسم الذي يمتد من منتصف المدينة حتى البحر,
كما وضرب زلزال أخر المدينة عام 1822 ألحقت أضرارا في أبنيتها وقد هدم الزلزال جزا من برج المرفأ فتراكمت أنقاضه عند المدخل وأصبح ضيقا وعسيرا على دخول وخروج السفن.
في مطلع القرن التاسع عشر عاش في اللاذقية الشيخ محمد المغربي وتوفي فيها عام 1828 ودفن فيها وأقيم فوق قبره الجامع الذي يحمل اليوم اسمه.
أثر حملة إبراهيم باشا على سورية بقيت اللاذقية تحت حكم المصريين من سنة 1832 حتى سنة 1840. وعلى اثر تعديل تم سنة 1843 في النظام الإداري تحولت الحكومة في اللاذقية إلى قائمقامية على رأسها قائمقام وبقيت تابعة لطرابلس وفي سنة 1848 انتشر وباء الكوليرا في المدينة لمدة ثلاث اشهر ومن مصدر يعود إلى سنة 1861 يتبين إن المرفأ كان مرتبطاً بخطوط بحرية شبه دورية مع عدد من مواني شرقي البحر المتوسط ( الساحل السوري الفلسطيني, الإسكندرية, رودوس , أزمير , مرسين , قبرص ) وفي سنة 1863 تم ربط اللاذقية بسلك التلغراف مع الآستانة وبغداد عن طريق حلب .
أوفدت حكومة الولاية إلى اللاذقية عام 1866 موظفين كلفوا بإحصاء عدد سكانها ومسقفاتها لترتيب رسم التمتع على الأهالي وتبين من هذا الإحصاء إن عدد سكان المدينة في تلك السنة بلغ 11200 نسمة وانه كان يوجد فيها 1363 بيتا للسكن و 828 دكانا ومخزنا.
في عام 1879 عين مدحت باشا واليا على سورية فأراد بعض أهالي اللاذقية إن يثيروا من جديد موضوع رفع المدينة إلى رتبة مركز متصرفية, فقدموا له مذكرة بهذه الخصوص وفي أوائل حزيران من العام نفسه وصل إلى اللاذقية نبأ موافقة السلطة العثمانية.
ألحقت متصرفية اللاذقية عام 1893 بولاية بيروت وفي هذا الفترة بلغ عدد السكان 22000 نسمة, وفي عام 1905 قام متصرف اللاذقية شكري باشا بأعمال تنظيمية هامة.
كان الأتراك لا يزالون في اللاذقية عندما بدأت فرنسا وإنكلترا فيما بينهما المفاوضات حول المناطق التي ستخرجان منها الأتراك وبموجب معاهدة سيعيب – بيكو المعقودة سراً في أيار 1916 أصبح الساحل السوري ضمن المنطقة المخصصة للفرنسيين وقد غادر أخر الموظفين الأتراك في 9 تشرين الأول 1918
الانتداب الفرنسي ( 1918 – 1943 )
على اثر خروج الأتراك من اللاذقية اجتمع بعض وجوه المدينة في السرايا والقوا حكومة مؤقتة أعلنت إنها تابعة للحكومة التي يرأسها الأمير فيصل. غير أن فرنسا, كلّفت الضابط دي لاروش باحتلال الساحل السوري وقد وصل هذا الضابط إلى اللاذقية على ظهر بارجة بتاريخ 5 تشرين الثاني 1918 واستلم منصبه حاكما للمنطقة
تعتبر معركة عين جالوت, التي دارت في 30 أيلول 1260 وانتصر فيها المماليك على المغول بداية العصر المملوكي في سورية غير أن الصليبيين ظلوا متمركزين بعدها في قسم كبير من الساحل ولاسيما في اللاذقية فأخذ المماليك على يد السلطان بيبرس ثم في عهد السلطان قلاوون يطردونهم من موقع إلى آخر.
في 22 آذار 1287 حدث زلزال عنيف في اللاذقية ألحق أضرارا في بعض أحيائها وفي تحصينات المرفأ ولاسيما في البرج الكبير, فأغتنم السلطان قلاوون هذه الفرصة ليهاجم اللاذقية وقاد الحملة الأمير حسام الدين طرنطاي الذي استولى على المدينة بعد أن حاصرها, وقد استسلم عله الفرنج بتاريخ 20 نيسان 1287 قسمت سورية في عصر المماليك إلى مقاطعات ونيابات, فألحقت اللاذقية بنيابة طرابلس التي أحدثت عام 1289,
كان الفرنج في هذه الفترة لا يزالون في جزيرة قبرص حيث اسسو مملكة صليبية, وفي عام 1363 نظموا هجوماً على الساحل السوري, فقاموا بإنزال على اللاذقية واحرقوها. وعندما زارها سنة 1477 السلطان الأشر ف أبو النصر قايتباي رأى إن بعض أبنيتها ولاسيما الدكاكين لا تزال متهدمة, كما شاهد فيها حمامات ومطحنة هوائية, وكان المرفأ يتسع آنذاك داخل السلسلة إلى سبع سفن , في 24 آب 1516 دارت معركة مرج دابق التي تغلب فيها السلطان سليم الأول على المماليك فأصبحت سورية جزءا من الدولة العثمانية .
العصر العثماني: ( 1516 – 1918 )
في القرن السادس عشر قسمت سورية إلى ثلاث ولايات هي حلب ودمشق وطرابلس , تتألف كل منها من عدة سناجق , فأصبحت اللاذقية سنجقا تابعة لولاية طرابلس .
في عام 1693 قام حاكم اللاذقية وهو من أسرة المطرجي بإصلاح أبنية المدينة وأعاد شيء من رونقها وازدهارها ويستدل من مؤلفات الرحالة الأجانب الذين زاروا اللاذقية إنها عرفت في أواخر القرن السابع عشر تطورا اقتصاديا ملموسا بسبب تصديرها التبغ إلى الخارج وبنوع خاص إلى دمياط في مصر. إن التبغ المخون المعروف باسم " الدخان أبو ريحة " الذي اشتهرت به اللاذقية زمناً طويلا قد ظهر إلى الوجود عام 1744, في تلك السنة قام أهالي الجبل بعصيان ضد الحكومة في اللاذقية, لذلك لم يتمكنوا من بيع محصولهم من التبغ إلى تجار المدينة فعلقوه في سقوف بيوتهم. ولما جاء الشتاء واخذوا يوقدون النار للتدفئة التصق دخانها بالتبغ المعلق فاسود لونه. وفي السنة التالية أصلحوا أمورهم مع الحكومة وباعوا التبغ الأسود إلى تجار اللاذقية الذين أرسلوه كعادتهم إلى دمياط, وهناك أحب الناس الرائحة التي اكتسبها التبغ من الدخان فطلبوا من تجار اللاذقية أن يصدروا لهم دائما هذا الصنف ومنذ ذلك اليوم راجت سوقه في الخارج وذاع صيته في كل مكان وهو يعرف حاليا في أوربا وأمريكا باسم " تبغ اللاذقية " في أواخر القرن الثامن عشر ألف تجار اللاذقية شركة أسموها " شركة تجار التبغ" وكان مقرها ومركز تخزين بضائعها في بناء كبير قريب من البحر عرف باسم " خان الدخان " وهو حاليا مقر متحف اللاذقية, ويقول احد الرحالة الفرنسيين, وكان قد زار اللاذقية عام 1784 إن المدينة تقوم بتجارة واسعة يتألف معظمها من التبغ, في الساعة الثالثة من بعد ظهر يوم 29 نيسان 1796 حدث زلزال هائل جدا في اللاذقية هدم معظم أبنيتها وقد تضرر بنوع خاص القسم الذي يمتد من منتصف المدينة حتى البحر,
كما وضرب زلزال أخر المدينة عام 1822 ألحقت أضرارا في أبنيتها وقد هدم الزلزال جزا من برج المرفأ فتراكمت أنقاضه عند المدخل وأصبح ضيقا وعسيرا على دخول وخروج السفن.
في مطلع القرن التاسع عشر عاش في اللاذقية الشيخ محمد المغربي وتوفي فيها عام 1828 ودفن فيها وأقيم فوق قبره الجامع الذي يحمل اليوم اسمه.
أثر حملة إبراهيم باشا على سورية بقيت اللاذقية تحت حكم المصريين من سنة 1832 حتى سنة 1840. وعلى اثر تعديل تم سنة 1843 في النظام الإداري تحولت الحكومة في اللاذقية إلى قائمقامية على رأسها قائمقام وبقيت تابعة لطرابلس وفي سنة 1848 انتشر وباء الكوليرا في المدينة لمدة ثلاث اشهر ومن مصدر يعود إلى سنة 1861 يتبين إن المرفأ كان مرتبطاً بخطوط بحرية شبه دورية مع عدد من مواني شرقي البحر المتوسط ( الساحل السوري الفلسطيني, الإسكندرية, رودوس , أزمير , مرسين , قبرص ) وفي سنة 1863 تم ربط اللاذقية بسلك التلغراف مع الآستانة وبغداد عن طريق حلب .
أوفدت حكومة الولاية إلى اللاذقية عام 1866 موظفين كلفوا بإحصاء عدد سكانها ومسقفاتها لترتيب رسم التمتع على الأهالي وتبين من هذا الإحصاء إن عدد سكان المدينة في تلك السنة بلغ 11200 نسمة وانه كان يوجد فيها 1363 بيتا للسكن و 828 دكانا ومخزنا.
في عام 1879 عين مدحت باشا واليا على سورية فأراد بعض أهالي اللاذقية إن يثيروا من جديد موضوع رفع المدينة إلى رتبة مركز متصرفية, فقدموا له مذكرة بهذه الخصوص وفي أوائل حزيران من العام نفسه وصل إلى اللاذقية نبأ موافقة السلطة العثمانية.
ألحقت متصرفية اللاذقية عام 1893 بولاية بيروت وفي هذا الفترة بلغ عدد السكان 22000 نسمة, وفي عام 1905 قام متصرف اللاذقية شكري باشا بأعمال تنظيمية هامة.
كان الأتراك لا يزالون في اللاذقية عندما بدأت فرنسا وإنكلترا فيما بينهما المفاوضات حول المناطق التي ستخرجان منها الأتراك وبموجب معاهدة سيعيب – بيكو المعقودة سراً في أيار 1916 أصبح الساحل السوري ضمن المنطقة المخصصة للفرنسيين وقد غادر أخر الموظفين الأتراك في 9 تشرين الأول 1918
الانتداب الفرنسي ( 1918 – 1943 )
على اثر خروج الأتراك من اللاذقية اجتمع بعض وجوه المدينة في السرايا والقوا حكومة مؤقتة أعلنت إنها تابعة للحكومة التي يرأسها الأمير فيصل. غير أن فرنسا, كلّفت الضابط دي لاروش باحتلال الساحل السوري وقد وصل هذا الضابط إلى اللاذقية على ظهر بارجة بتاريخ 5 تشرين الثاني 1918 واستلم منصبه حاكما للمنطقة