العصر البيزنطي: بدأ العصر البيزنطي عام 395 عندما انقسمت الإمبراطورية الرومانية إلى شطرين وأصبحت بيزنطو ( استنبول حالياً ) عاصمة الشطر الشرقي منها. أما لاوذكية فكانت حسب التقسيمات الإدارية التي أجريت, ضمن مقاطعة أطلق عليها اسم " سورية الأولى " عاصمتها إنطاكية.
كانت سورية في ظل الدولة البيزنطية بلاد مسيحية بوجه عام تسيطر عليها الصفة الدينية, غير إنها امتازت في هذا العهد بالخلافات العقائدية التي نتجت عن ظهور بدع جديدة والتي أدت إلى انشقاقات واضطرا بات مختلفة. وهكذا نرى بين الأساقفة الذين تعاقبوا على لاوذكية من كان يتبع السلطة الكنسية الشرعية ومن كان يميل إلى إحدى الهرطقات الرائجة آنذاك. ) وفي هذا العهد وقع زلزال كبير دمر معظم المدينة وذلك في 2 كانون الثاني 529 م وسبب مقتل سبعة آلاف وخمسمائة نسمة. ولمساعدتها أمر الإمبراطور يوستنيان بإعادة بناء الأحياء المتضررة وأعفى المدينة من الضرائب لمدة ثلاث سنوات كما أحدث مقاطعة جديدة جعل من لاوذكية عاصمتها والحق بها الساحل حتى بانياس, وأطلق على هذه المقاطعة اسم " ولاية تيودوريادس " تيمناً باسم الإمبراطورة تيدورا. ويرجح انه في القرن السادس بني في الطرف الشمالي من لاوذكية دير الفاروس الذي عرف فيما بعد شهرة واسعة.
العصر العربي:
هزم العرب البيزنطيين في معركة اليرموك الشهيرة في عهد عمر بن الخطاب في 20\ آب \ 636 ميلادي وبدأ الفتح العربي على سوريا وفتح مدينة اللاذقية في عام ( 637) ميلادي من قبل حاكم حمص عبيدة بن الصامت الأنصاري بتكليف من أبي عبيدة بن الجّراح ثم قسمت سوريا إلى أربع أجناد وهي جند دمشق وجند حمص وجند الأردن وجند فلسطين فأصبحت اللاذقية تابعة لجند حمص .عندئذ أخذت المدينة قالبها العربي متحولا من لاوذكية إلى لاذقيّة, ثم أصبحت تلقب باللاذقية العرب لتمّيز من المدن الأخرى التي تحمل الاسم نفسه والتي كانت لا تزال في مناطق يحكمها البيزنطيون.في عام 718 أغار البيزنطيون على اللا ذقية من البحر وألحقوا بها الدمار, فأمر الخليفة عمر بن عبد العزيز بإعادة بناء ما تهدم وبتحصين المدينة وتتابعت هذه الأعمال في عهد خلفه يزيد بن عبد الملك, في سنة 859\60 تعرضت اللاذقية إلى هزة أرضية عنيفة هدمت معظم أبنيتها وأودت بعدد كبير من الضحايا فأمر الخليفة المتوكل بدفع تعويضات إلى المتضررين.
في سنة 863\64 تولى على اللاذقية يوسف بن إبراهيم التنوخي وفي سنة 933 لما جاء المتنبي إلى اللاذقية كانت لا تزال في إمرة أسرة التنوخيين كما يتبين من قصائده التي نظمها في أثناء إقامته فيها .
بدأ حكم الحمدانيين في حلب سنة 944 وشملت سلطة سيف الدولة سورية الشمالية بما فيها اللاذقية التي أصبحت تابعة إلى حلب وفي عام 968 هاجم الإمبراطور البيزنطي نقفور الدولة الحمدانية وعند احتلاله الساحل استولى على اللاذقية التي أضحت من جديد تحت السلطة البيزنطية.
لا نعرف بالضبط في أي تاريخ زار أبو العلاء المعري اللاذقية وأقام فيها فترة من الزمن رغم إن أكثر من مؤرخ أتى على ذكر هذه الزيارة. كل ما نعلم إنها جرت ما بين عام 988 وعام 1008 وقد حلّ وقتئذ ضيفاَ على رهبان دير الفاروس ويبدو انه اطلع فيه على الفلسفة اليونانية.
وقبيل الحروب الصليبة تبعت اللاذقية لفترة قصيرة أمراء بني منقذ أسياد شيزر الذين سلموها بدورهم إلى السلطان السلجوقي مالك شاه عام 1086 وبقيت في أيدي السلجوقيين حتى قدوم الفرنج.
الحروب الصليبية( 1097 – 1287 )
في شهر آب سنة 1097 حاول الفرنج الاستيلاء على اللاذقية أكثر من مرة فكانو مرة يهاجمونها ومرة أخرى يحاصرونها وأحيانا يحتلونها بصورة مؤقتة أو يستعملون مرفأها. فخلال هذه المرحلة المضطربة من تاريخ الساحل السوري كانت اللاذقية مسرحاَ لتنازع الصليبيين والبيزنطيين الذين تمكنوا هم أيضا من بسط سلطتهم عليها, لم يتمركز الصليبيون في اللاذقية إلا في سنة 1108 عندما استولى عليها أمير إنطاكية تانكريد, فضمها إلى إمارته التي كانت تمتد من خليج الاسكندرون حتى قلعة المرقب. وقد أطلق الفرنج على اللاذقية اسم لاليش.
في عام 1136 أغار بصورة مفاجئة على اللاذقية جيش أمير حلب اتابك زنكي بقيادة الأمير سيف الدين أسوار وكان يتألف من ثلاثة آلاف جندي, فباغتوا الفرنج واسروا منهم سبعة آلاف شخص وغنموا عددا كبيرا من الدواب وعادوا بهم إلى حلب, وفي كل من عام 1157 وعام 1170 حدث زلزال كبير جداً في سورية الشمالية ألحق أضرارا جسيمة في اللاذقية وغيرها من المدن,
دخل السلطان صلاح الدين الأيوبي سورية سنة 1188 ليحررها من الصليبين, لقد وصل أمام اللاذقية في 20 تموز عند الغروب فأحكم الحصار عليها, وفي اليوم التالي بدأ هجومه على القلعتين إلى أن استسلمت الحامية الموجودة فيهما مساء 22 تموز, وبعد ذلك توجه السلطان نحو المدينة فاستكمل فتحها في 23 تموز 1188, وقد سببت المعارك التي دارت آنذاك بعض الاضرار بالمباني. وفي اليوم التالي تابع مسيره قاصدا قلعة صهيون. وسلم اللاذقية إلى ابن أخيه المالك مظفر تقي الدين الذي أعاد بناء ما هدم منها وحصن قلعتيها , بعد وفاة صلاح الدين أصبحت اللاذقية تابعة إلى ابنه الثالث المالك الظاهر عام 1197 الذي كان يحكم حلب وقد تم بأمره بناء مئذنة الجامع الكبير في اللاذقية كما يتبين من كتابة مؤرخة في عام 1211 ولا تزال موجودة على جدار واجهته عند المدخل
كانت سورية في ظل الدولة البيزنطية بلاد مسيحية بوجه عام تسيطر عليها الصفة الدينية, غير إنها امتازت في هذا العهد بالخلافات العقائدية التي نتجت عن ظهور بدع جديدة والتي أدت إلى انشقاقات واضطرا بات مختلفة. وهكذا نرى بين الأساقفة الذين تعاقبوا على لاوذكية من كان يتبع السلطة الكنسية الشرعية ومن كان يميل إلى إحدى الهرطقات الرائجة آنذاك. ) وفي هذا العهد وقع زلزال كبير دمر معظم المدينة وذلك في 2 كانون الثاني 529 م وسبب مقتل سبعة آلاف وخمسمائة نسمة. ولمساعدتها أمر الإمبراطور يوستنيان بإعادة بناء الأحياء المتضررة وأعفى المدينة من الضرائب لمدة ثلاث سنوات كما أحدث مقاطعة جديدة جعل من لاوذكية عاصمتها والحق بها الساحل حتى بانياس, وأطلق على هذه المقاطعة اسم " ولاية تيودوريادس " تيمناً باسم الإمبراطورة تيدورا. ويرجح انه في القرن السادس بني في الطرف الشمالي من لاوذكية دير الفاروس الذي عرف فيما بعد شهرة واسعة.
العصر العربي:
هزم العرب البيزنطيين في معركة اليرموك الشهيرة في عهد عمر بن الخطاب في 20\ آب \ 636 ميلادي وبدأ الفتح العربي على سوريا وفتح مدينة اللاذقية في عام ( 637) ميلادي من قبل حاكم حمص عبيدة بن الصامت الأنصاري بتكليف من أبي عبيدة بن الجّراح ثم قسمت سوريا إلى أربع أجناد وهي جند دمشق وجند حمص وجند الأردن وجند فلسطين فأصبحت اللاذقية تابعة لجند حمص .عندئذ أخذت المدينة قالبها العربي متحولا من لاوذكية إلى لاذقيّة, ثم أصبحت تلقب باللاذقية العرب لتمّيز من المدن الأخرى التي تحمل الاسم نفسه والتي كانت لا تزال في مناطق يحكمها البيزنطيون.في عام 718 أغار البيزنطيون على اللا ذقية من البحر وألحقوا بها الدمار, فأمر الخليفة عمر بن عبد العزيز بإعادة بناء ما تهدم وبتحصين المدينة وتتابعت هذه الأعمال في عهد خلفه يزيد بن عبد الملك, في سنة 859\60 تعرضت اللاذقية إلى هزة أرضية عنيفة هدمت معظم أبنيتها وأودت بعدد كبير من الضحايا فأمر الخليفة المتوكل بدفع تعويضات إلى المتضررين.
في سنة 863\64 تولى على اللاذقية يوسف بن إبراهيم التنوخي وفي سنة 933 لما جاء المتنبي إلى اللاذقية كانت لا تزال في إمرة أسرة التنوخيين كما يتبين من قصائده التي نظمها في أثناء إقامته فيها .
بدأ حكم الحمدانيين في حلب سنة 944 وشملت سلطة سيف الدولة سورية الشمالية بما فيها اللاذقية التي أصبحت تابعة إلى حلب وفي عام 968 هاجم الإمبراطور البيزنطي نقفور الدولة الحمدانية وعند احتلاله الساحل استولى على اللاذقية التي أضحت من جديد تحت السلطة البيزنطية.
لا نعرف بالضبط في أي تاريخ زار أبو العلاء المعري اللاذقية وأقام فيها فترة من الزمن رغم إن أكثر من مؤرخ أتى على ذكر هذه الزيارة. كل ما نعلم إنها جرت ما بين عام 988 وعام 1008 وقد حلّ وقتئذ ضيفاَ على رهبان دير الفاروس ويبدو انه اطلع فيه على الفلسفة اليونانية.
وقبيل الحروب الصليبة تبعت اللاذقية لفترة قصيرة أمراء بني منقذ أسياد شيزر الذين سلموها بدورهم إلى السلطان السلجوقي مالك شاه عام 1086 وبقيت في أيدي السلجوقيين حتى قدوم الفرنج.
الحروب الصليبية( 1097 – 1287 )
في شهر آب سنة 1097 حاول الفرنج الاستيلاء على اللاذقية أكثر من مرة فكانو مرة يهاجمونها ومرة أخرى يحاصرونها وأحيانا يحتلونها بصورة مؤقتة أو يستعملون مرفأها. فخلال هذه المرحلة المضطربة من تاريخ الساحل السوري كانت اللاذقية مسرحاَ لتنازع الصليبيين والبيزنطيين الذين تمكنوا هم أيضا من بسط سلطتهم عليها, لم يتمركز الصليبيون في اللاذقية إلا في سنة 1108 عندما استولى عليها أمير إنطاكية تانكريد, فضمها إلى إمارته التي كانت تمتد من خليج الاسكندرون حتى قلعة المرقب. وقد أطلق الفرنج على اللاذقية اسم لاليش.
في عام 1136 أغار بصورة مفاجئة على اللاذقية جيش أمير حلب اتابك زنكي بقيادة الأمير سيف الدين أسوار وكان يتألف من ثلاثة آلاف جندي, فباغتوا الفرنج واسروا منهم سبعة آلاف شخص وغنموا عددا كبيرا من الدواب وعادوا بهم إلى حلب, وفي كل من عام 1157 وعام 1170 حدث زلزال كبير جداً في سورية الشمالية ألحق أضرارا جسيمة في اللاذقية وغيرها من المدن,
دخل السلطان صلاح الدين الأيوبي سورية سنة 1188 ليحررها من الصليبين, لقد وصل أمام اللاذقية في 20 تموز عند الغروب فأحكم الحصار عليها, وفي اليوم التالي بدأ هجومه على القلعتين إلى أن استسلمت الحامية الموجودة فيهما مساء 22 تموز, وبعد ذلك توجه السلطان نحو المدينة فاستكمل فتحها في 23 تموز 1188, وقد سببت المعارك التي دارت آنذاك بعض الاضرار بالمباني. وفي اليوم التالي تابع مسيره قاصدا قلعة صهيون. وسلم اللاذقية إلى ابن أخيه المالك مظفر تقي الدين الذي أعاد بناء ما هدم منها وحصن قلعتيها , بعد وفاة صلاح الدين أصبحت اللاذقية تابعة إلى ابنه الثالث المالك الظاهر عام 1197 الذي كان يحكم حلب وقد تم بأمره بناء مئذنة الجامع الكبير في اللاذقية كما يتبين من كتابة مؤرخة في عام 1211 ولا تزال موجودة على جدار واجهته عند المدخل