يبدأ في القرن الرابع عشر قبل الميلاد عندما كانت قرية صغيرة تابعة لمملكة أوغاريت وكان اسمها راميتا العصر الكنعاني: أقدم أسم حملته اللاذقية هو راميتا المحرف من أصله الكنعاني ياريموتا حوالي 1500 ق. م وكانت قرية صيادين تتبع مملكة أوغاريت ( رأس شمرا حاليا ) وموقع راميتا كان يمتد ما بين المرفأ الحالي وتل الطابيات حملت بعد راميتا اسم مزبدا الذي له غالبا علاقة بزبد البحر أسماها اليونانيون لوكه أكته وهو باللغة اليونانية يعني (( الشاطيء الأبيض)) وهو على ما يبدو الاسم الذي كان يطلقه عليها البحارة الأجانب. وتشهد اللقى الفخارية على اتصال كان قائماً بينها وبين قبرص والعالم الإيجي في عصر البرونز الحديث وفي العصر الحديدي...ولكن جميع هذه الأسماء اندثرت ولم تأخذ حيزا في التاريخ اللغوي حيث نرى الآشوريين يعودون ليطلقوا على اللاذقية بعد أن أخضعوها وحولوها إلى جزء من بلادهم عام 1000 ق.م اسم ( راميتا ) وكذلك فعل الكلدانيون عندما حكموها عام 604ق.م مع سقوط بابل والدولة الكلدانية عام 539 ق.م أصبحت اللاذقية جزء من الولاية الفارسية الخامسة المسماة (عبار نهرا )أي عبر نهر الفرات وبقيت اللاذقية تحمل اسم راميتا حتى قدوم الاسكندر المقدوني العصر الهلينستي السلوقي: لاوديسيا- لاوذكية:
حوالي 300ق.م أصبحت سورية من نصيب سلوقوس الأول نيكاتور بعد وفاة الاسكندر الأكبر, وفي هذه الفترة بنى حوالي ستين مدينة أهمها مدينة على العاصي سماها(إنطاكية) تيمناً باسم أبيه, وثانية على دجلة سماها (سلوقية)على اسمه, ومدينة على الشاطىء السوري سماها (لاوديسيا) على اسم أمه إذ عرفت كذلك باسم (لاوذكية), كما بنى نيكاتور (أفاميا) تخليداً لزوجته.
ويظهر أن اللاذقية كانت منذ البداية إحدى المدن السلوقية الهامة والمزدهرة, ونرها في القرن الثاني قبل الميلاد تصدر نقوداً باسمها, وفي هذه النقود كما في الأوزان المعدنية التي كانت تصنعها نجدها تلقب باسم (لاوذكية التي على البحر) لتتميز عن ثماني مدن أخرى كانت تحمل اسم "لاوذكية"..كما تشهد نقود دام استعمالها من سنة 149 ق.م حتى سنة 128ق.م على أن (لاوذكية) ألفت مع إنطاكية وسلوقية وأفاميا نوعاً من الاتحاد أطلق عليه لقب (الشقيقات الأربع) وصارت هذه المدن تصدر عملة موحدة دام العصر الهلينستي في سوريا ما يقارب القرنين والنصف , وفي أواخر هذا العصر عمت الفوضى سوريا وأصبحت سلطة السلالة السلوقية شكلية فاغتنم هذه الفرصة ملك الأرمن دكران واستولى على قسم كبير من البلاد وحكمها طوال أربعة عشرة عاما ويبدو انه هو الذي جعل من لاوذكية المرفأ الرئيس لسوريا الشمالية ,
العصر الروماني:
في منتصف القرن الأول قبل الميلاد أصبحت المدينة تابعة إلى الإمبراطورية الرومانية حيث تأثرت بكل الاضطرابات والنزاعات على السلطة بين القادة الرومان وخاصة بعد مقتل يوليوس قيصر الذي سبق إن منحها 47 ق.م بعض الامتيازات لوقوفها بجانبه ضد اخصامه
وأحد خصومه والذين شاركو في مقتله كاسيوس والذي نشب نزاع شديد في نهاية 44 ق.م بينه وبين دولابيلا , فبينما خضعت سوريا بمعظمها إلى كاسيوس انحاز أهالي لا وذكية إلى دولابيلا الذي لجأ إليها بعد استولى خصمه على بقية البلاد , حاصر كاسيوس لاوذكية برا ً وبحرا ً ودام الحصار حتى صيف 43 ق.م عرف السكان خلاله المجاعة , وعلى أثر خيانة بعض معاونيه انتحر دولابيلا واستسلمت المدينة , فدخلتها جيوش كاسيوس ونهبتها انتقاما ً من أهلها ودمرت أحياء بكاملها . بعد ذلك عهدت الحكمة الثلاثية في روما إلى ماركو انطونيو بشؤون الشرق الأوسط ومطاردة كل الذين اشتركوا في مقتل يوليوس قيصر وهكذا أخذ يحارب كاسيوس وتمكن في سنة 40 ق.م من الاستيلاء على لاوذكية وتقديراً لموقف أهالي لاوذكية أعلنها مدينة حرة وأعفاها من الضرائب وفي 34 ق. م أقام فيها فترة من الزمن للاستجمام وخلال هذه الفترة تم جر مياه نبع العيدو إلى لاوذكية بقناة مبنية من الحجر لا تزال بعض بقاياها ظاهرة
, إلى أن دخلها مارك أنطونيو, ثم زارها الإمبراطور أوكتافيان في عام 20 ق.م فعرفت الكثير من الازدهار الاقتصادي والعمراني لتشير المصادر إلى حوادث تذكر بالنسبة للاوذكية خلال القرن الأول ومعظم القرن الثاني الميلادي , كل ما نعرفه أنها كانت تصدر بدون انقطاع نقوداً مصنوعة من الفضة أو من البرونز تحمل اسمها واسم احد الأباطرة الذين تعاقبوا على عرش روما...في عام 194 نشب نزاع شديد على عرش روما بين بسينيوس نيجر وقائد اسمه سبتموس سفيروس وقد انحازت لاوذكية ل سفيريوس إلا أن منافسه احتلها وخربها , وبعد أن انتصر سفيروس عليه أراد أن يكافىء المدينة على موقفها فمنحها شرف المتروبولس (أي المدينة الرئيسية ) والامتيازات التي للمدن الرومانية ومنحها أيضا (( هبة سنوية )) من الحنطة كما أعاد بناءها وأمر بتجميلها فوسعت شوارعها وصار لها شارعان رئيسان ومن الأرجح أن القوس الكبير الذي يزين نهاية احد الشوارع والذي لا يزال قائما يعود إلى هذه الفترة
قوس النصر ( في حي الصليبة )
حوالي 300ق.م أصبحت سورية من نصيب سلوقوس الأول نيكاتور بعد وفاة الاسكندر الأكبر, وفي هذه الفترة بنى حوالي ستين مدينة أهمها مدينة على العاصي سماها(إنطاكية) تيمناً باسم أبيه, وثانية على دجلة سماها (سلوقية)على اسمه, ومدينة على الشاطىء السوري سماها (لاوديسيا) على اسم أمه إذ عرفت كذلك باسم (لاوذكية), كما بنى نيكاتور (أفاميا) تخليداً لزوجته.
ويظهر أن اللاذقية كانت منذ البداية إحدى المدن السلوقية الهامة والمزدهرة, ونرها في القرن الثاني قبل الميلاد تصدر نقوداً باسمها, وفي هذه النقود كما في الأوزان المعدنية التي كانت تصنعها نجدها تلقب باسم (لاوذكية التي على البحر) لتتميز عن ثماني مدن أخرى كانت تحمل اسم "لاوذكية"..كما تشهد نقود دام استعمالها من سنة 149 ق.م حتى سنة 128ق.م على أن (لاوذكية) ألفت مع إنطاكية وسلوقية وأفاميا نوعاً من الاتحاد أطلق عليه لقب (الشقيقات الأربع) وصارت هذه المدن تصدر عملة موحدة دام العصر الهلينستي في سوريا ما يقارب القرنين والنصف , وفي أواخر هذا العصر عمت الفوضى سوريا وأصبحت سلطة السلالة السلوقية شكلية فاغتنم هذه الفرصة ملك الأرمن دكران واستولى على قسم كبير من البلاد وحكمها طوال أربعة عشرة عاما ويبدو انه هو الذي جعل من لاوذكية المرفأ الرئيس لسوريا الشمالية ,
العصر الروماني:
في منتصف القرن الأول قبل الميلاد أصبحت المدينة تابعة إلى الإمبراطورية الرومانية حيث تأثرت بكل الاضطرابات والنزاعات على السلطة بين القادة الرومان وخاصة بعد مقتل يوليوس قيصر الذي سبق إن منحها 47 ق.م بعض الامتيازات لوقوفها بجانبه ضد اخصامه
وأحد خصومه والذين شاركو في مقتله كاسيوس والذي نشب نزاع شديد في نهاية 44 ق.م بينه وبين دولابيلا , فبينما خضعت سوريا بمعظمها إلى كاسيوس انحاز أهالي لا وذكية إلى دولابيلا الذي لجأ إليها بعد استولى خصمه على بقية البلاد , حاصر كاسيوس لاوذكية برا ً وبحرا ً ودام الحصار حتى صيف 43 ق.م عرف السكان خلاله المجاعة , وعلى أثر خيانة بعض معاونيه انتحر دولابيلا واستسلمت المدينة , فدخلتها جيوش كاسيوس ونهبتها انتقاما ً من أهلها ودمرت أحياء بكاملها . بعد ذلك عهدت الحكمة الثلاثية في روما إلى ماركو انطونيو بشؤون الشرق الأوسط ومطاردة كل الذين اشتركوا في مقتل يوليوس قيصر وهكذا أخذ يحارب كاسيوس وتمكن في سنة 40 ق.م من الاستيلاء على لاوذكية وتقديراً لموقف أهالي لاوذكية أعلنها مدينة حرة وأعفاها من الضرائب وفي 34 ق. م أقام فيها فترة من الزمن للاستجمام وخلال هذه الفترة تم جر مياه نبع العيدو إلى لاوذكية بقناة مبنية من الحجر لا تزال بعض بقاياها ظاهرة
, إلى أن دخلها مارك أنطونيو, ثم زارها الإمبراطور أوكتافيان في عام 20 ق.م فعرفت الكثير من الازدهار الاقتصادي والعمراني لتشير المصادر إلى حوادث تذكر بالنسبة للاوذكية خلال القرن الأول ومعظم القرن الثاني الميلادي , كل ما نعرفه أنها كانت تصدر بدون انقطاع نقوداً مصنوعة من الفضة أو من البرونز تحمل اسمها واسم احد الأباطرة الذين تعاقبوا على عرش روما...في عام 194 نشب نزاع شديد على عرش روما بين بسينيوس نيجر وقائد اسمه سبتموس سفيروس وقد انحازت لاوذكية ل سفيريوس إلا أن منافسه احتلها وخربها , وبعد أن انتصر سفيروس عليه أراد أن يكافىء المدينة على موقفها فمنحها شرف المتروبولس (أي المدينة الرئيسية ) والامتيازات التي للمدن الرومانية ومنحها أيضا (( هبة سنوية )) من الحنطة كما أعاد بناءها وأمر بتجميلها فوسعت شوارعها وصار لها شارعان رئيسان ومن الأرجح أن القوس الكبير الذي يزين نهاية احد الشوارع والذي لا يزال قائما يعود إلى هذه الفترة
قوس النصر ( في حي الصليبة )