احتمالات الصدارة والهبوط في دوري المحترفين السوري

الاتحاد والكرامة في صراع اللقب والجيش فقد الأمل ويحتاج إلى معجزة

أردت في هذا الملف أن أجيب عن كل المتسائلين وكل الاتصالات الحائرة عن السؤالين التاليين.

كيف سيحسم التنافس على اللقب.؟

ومن سيهبط من المهددين؟.

ومع أنني لا أرغب أن أكون نذير شؤم لأحد إذا قلت إنه قريب من الهبوط أو إنه سيفقد الصدارة.. إلا أن الواجب المهني يحتم علي أن أعرض مواقف الفرق- فوق وتحت- كي تنجلي الصورة وتتضح الأمور.

إنه اجتهاد إعلامي إن أصبت فيه فلي أجران وإن أخطأت فلي أجر اجتهادي ومع هذا أقول إن ما أكتبه قد يتعارض مع ما يجري في الظلام أحياناً أو من تحت الطاولة فذلك علمه عند ربي وفي ذمة الساعين إليه.. إذ لم يعد ممكناً إنكاره.. ومن الصعب تأكيده.. وهنا تبدو المشكلة التي قد تكون أكبر.. بل وأصدق من كل الدراسات والتحليلات.

؟ كانوا ثلاثة يتنافسون هم الاتحاد والجيش والكرامة.. وفي المحطة »22« تنفس الكرامة الصعداء لفوزه الصعب على الطليعة وكبا جواد الجيش فخسر أهم مباراة في صراع الصدارة أمام النواعير وقدّم مستوى مؤسفاً كلفه الابتعاد عن الصدارة واللقب وقد كان قريباً جداً من اللقب خاصة بعد تعادل الاتحاد في إدلب مع أمية.

أما الاتحاد ورغم أنه أفضل الفرق تحضيراً لهذا الموسم وهو الأجدر باللقب إلا أنه فريق محظوظ جداً يخطئ من لا يعترف بذلك حيث كان المنافسون له يخسرون عندما يخسر ويتعادلون عندما يتعادل.. وكان الأسبوع »22« سعداً وشؤماً على الاتحاديين لأنهم أضاعوا نقطتين في إدلب فأنقذهم النواعير بفوزه على منافسهم الجيش.. ولو فاز الجيش لرفع رصيده إلى »48« نقطة ولكان على بعد نقطة واحدة من اللقب خاصة أن المباراتين المتبقيتين له هما الأسهل بين كل مباريات المتنافسين الثلاثة.

إنه الحظ الذي يفلق الصخر.. أو إنه المنطق الذي يبدو بصورة حظ كي يبقى أكثر الفرق تكاملاً وجاهزية في هذا الموسم »وهو الاتحاد« في الصدارة.

مئات الهواتف الاتحادية سألتني عن طريقة عيبر التعادل بالنقاط فيما لو فاز الكرامة بالمباراتين المتبقيتين له ورفع رصيده إلى »52« نقطة ولو أن الاتحاد فاز بمباراة واحدة وخسر الأخرى وأصبح رصيده »52« نقطة أيضاً.

وسأترك تفسير هذه المواقف والمواد التي تنص على ذلك لاتحاد كرة القدم منعاً للإرباكات، وسأقتصر على التحليل الفني لمواقف الفرق..

الاتحاد وضعه جدّي

بقي للاتحاد مباراتان إحداهما بأرضه مع جبلة والثانية بدمشق مع المجد.

فلو أن الاتحاد فاز بإدلب لكان الأمر سهلاً عليه خاصة مع خسارة الجيش بحماة. أما الآن فالأمر لا يحتمل المزاح أبداً وإن أراد الاتحاد الاطمئنان فعليه الحصول على »4« نقاط من الست المتبقية وهذا الأمر يعقد أموره وأمور جبلة تحديداً »وسنأتي على وضع جبلة لاحقاً«.

الاتحاد ظهر مرتبكاً في المباريات الأخيرة ومظهره لم يكن مرضياً أبداً كمتصدر وهذا يطرح السؤال عن الصورة التي سيظهر بها أمام جبلة والمجد بدمشق، لأنه سيلعب مباراة حياة أو موت بالنسبة له ولجبلة.

الاتحاد لا زال الأقرب للقب إلا إذا أصر لاعبوه على إهدائه للكرامة.. لأنهم لم يظهروا بالآونة الأخيرة بالشكل الجدي اللازم بصورة البطل القادم.

الكرامة مطارد متصيّد

أما الكرامة فهو مطارد عنيد ويعمل »على الهادئ« مستفيداً من أخطاء منافسيه رغم جودة أدائه أيضاً لكنه صياد ماهر للنقاط.

الكرامة سيلعب الأسبوع القادم مع الوحدة بحمص ثم يختتم الدوري مع حطين باللاذقية. مباراة حمص مقدور عليها قياساً على مستوى الوحدة السيئ. أما مباراة اللاذقية فستكون لاهبة إذا بقي لحطين أمل بالبقاء نتيجة صراع الهبوط والمهم أن فرصة الكرامة للصدارة تتوقف على فوزه بمباراتين وخسارة المتصدر الاتحاد لمباراة وهذا أمر يحتاج إلى حظ.

الجيش فقد الأمل

سيدفع الجيش ثمناً غالياً جداً جداً لخسارته أمام النواعير لأنه ابتعد عن المنافسة إلا إذا وقعت المعجزة وتعثر الاتحاد والكرامة معاً وهذا أمر صعب، في حين كاد الجيش أن يمسك باللقب لو فاز في حماة مع تعادل الاتحاد بإدلب لأنه سيكون على بعد نقطة واحدة من المتصدر.

الجيش له مباراتان وكلاهما بدمشق الأولى مع أمية والثانية مع الوحدة وكلا الفريقين لا يطمحان لشيء سوى »الستر« وهذا يزيد في آلام الجيش الذي يلعب مع فريقين لا طموح لهما وبأرضه.

أوضاع الفرق المهددة؟

إلى الآن الفتوة وحطين هما أبرز المهددين بالهبوط فلكل منهما »23« نقطة وسيكون سقفهما »29« لو فازا في الأسبوعين القادمين.

لكن يجب ألاَّ يغيب عن البال أن رصيد جبلة هو »26« وأنه سيمر بمأزق أمام الاتحاد »المصدوم« الأسبوع القادم.

وكذلك يجب ألاَّ يغيب عن بالنا وضع الشرطة الصعب جداً رغم امتلاكه لـ »27« نقطة مالم يفز بإحدى المباراتين.

ولن يكون الطليعة بمأمن وهو سيكون ضيفاً على الفتوة بدير الزور الأسبوع القادم قبل أن يلعب بحماة مباراته الأخيرة مع تشرين.

أما تشرين فروحه معلقة بحماة حيث سيلعب مع فريقيها حيث يستقبل الأسبوع القادم النواعير المنتشي ويسافر بعدها لحماة لملاقاة طليعتها المتعثر.

الفتوة وضعه صعب

سيلعب الفتوة مباراتين الأولى بدير الزور مع الطليعة وهو مصمم على الفوز بها قبل الذهاب لحمص لملاقاة الوثبة »الذي عقّده هذا الموسم«.

أمر الفتوة ليس متوقفاً عليه فقط إنما على أداء الفرق الأخرى أيضاً، والفتوة إن فاز على الطليعة فسيرفع رصيده إلى »26« ويبقى أمله بالفوز على الوثبة أيضاً وهذا صعب إذا كان للوثبة أمل في دخول المربع الذهبي رغم تلاشي هذا الأمل بعد فوز النواعير على الجيش.

حطين مثل الفتوة

خصمان عنيدان جداً لحطين اللقاء الأول الذي عليه استغلاله الأحد القادم بدمشق مع الشرطة الذي يريد المباراة طوق نجاة له قبل سفره لجبلة. والثاني مع الكرامة الذي لن يهادنه أبداً حتى في اللاذقية خاصة وأن لقب البطولة أصبح قريباً منه.

والمهم بالنسبة لحطين والفتوة أن لا يخسرا أي مباراة فذلك إن وقع يعني هبوطهما المؤكد لأن الفوز بالمباراة الأخرى سيرفع رصيدهما إلى »26« نقطة وهي غير كافية.

جبلة ينتظر الشرطة

تأزم موقف جبلة مع تأزم موقف الاتحاد واللقاء بينهما الأسبوع القادم في حلب سيكون مصيرياً بالنسبة لجبلة والاتحاد معاً.. وفوز الاتحاد سيزيد في أزمة جبلة ويجعل لقاءه مع ضيفه الشرطة في الأسبوع الأخير أسبوع حياة أو موت. فإن جاءه الشرطة فائزاً على حطين فسيكون اللقاء برداً وسلاماً على جبلة، وإن جاءه خاسراً فسيكون اللقاء »عيبر عظم« وهو يحتاج لحكام »من غير هذا الزمان« وهنا ستكون فرصة جبلة أكبر.

وتعادل جبلة في المباراتين لن يفيده في حال فوز حطين أو الفتوة بالمباراتين رغم صعوبة ذلك.

الشرطة في خطر

»27« نقطة يمتلكها الشرطة قد لا تكون كافية لبقائه إن تعثر في كلتا المباراتين وإن فاز بإحداهما نجا.

الشرطة سيلتقي حطين بدمشق الأسبوع القادم وهذه المباراة مصيرية لكليهما وإن أفلتت من الشرطة فسيكون وضعه خطراً لأن موقف جبلة »خاصة إذا خسر مع الاتحاد« صعب، عندها ستكون موقعة تاريخية وهي على الغالب لن تكون لصالحه.

ومن هنا يبدو الشرطة كأحد الفرق المهددة فعلياً بالهبوط لأن مباراتيه المتبقيتين مع فريقين من اللاذقية يسعيان للهروب مثله من الهبوط.

الطليعة كالشرطة

أيضاً لدى الطليعة »27« نقطة قد لاتكون هذه النقاط كافية لبقائه إذا أهمل المباراتين المتبقيتين.

الطليعة سيلعب الأسبوع القادم في دير الزور إحدى أصعب مبارياته، إن خسرها فسيصبح قريباً من الهبوط خاصة إذا جاءه تشرين إلى حماة في الأسبوع الأخير وهو خاسر من النواعير؟.

الطليعة إذاً يملك بطاقتين للنجاة الأولى الفوز على الفتوة »وهو صعب« والثانية الفوز على تشرين وهو صعب إذا كان تشرين خاسراً للقائه مع النواعير وسهل جداً إذا فاز على النواعير »وهو أمر ممكن خاصة بعدما ضمن النواعير المركز الرابع تقريباً«.

تشرين الأفضل حظاً

»27« نقطة لتشرين أيضاً وهو بحاجة لثلاث نقاط قد يأخذها من النواعير الأسبوع القادم في اللاذقية لأن النواعير لن يكون جاداً ولا شرساً هناك بعدما رفع رصيده إلى »38« نقطة، وسيذهب بعدها إلى حماة تأدية واجب أما إذا خسر مع النواعير وخسر الطليعة بدير الزور فسيكون اللقاء بينهما للذكرى؟.

ملخص مفيد

؟ الصدارة حتى الآن أقرب للاتحاد إلا إذا رفضها لاعبوه.

؟ الكرامة منافس عنيد يلعب »على لعبه ولعب غيره« وهذا يجعل أمله بحاجة إلى الحظ.

؟ الجيش فقد أمل اللقب وسقفه الآن أن يفكر بمركز الوصيف.

؟ النواعير والوثبة والمجد وأمية والوحدة فرق لشم الهوى أو لعرض الخدمات إذا ارتضى بعضها لنفسه هذه المواقف المذلة والمقرفة.

؟ تشرين روحه معلقة بحماة ويحتاج للفوز على أحد فريقيها.

؟ الطليعة إما برداً وسلاماً أو توتراً وملامة.. وأمره متوقف على جاره النواعير فإن خسر باللاذقية استفاد هو في حماة.

؟ الشرطة موقفه حرج للغاية وإن خسر لقاء دمشق مع حطين فسيكون أول المودعين للدوري أو أحدهما.

؟ جبلة روحه معلقة بدمشق فإن فاز الشرطة على حطين سينجو هو عند لقائه مع الشرطة، وإن خسر الشرطة فمن المرجح أن يفوز هو أيضاً على الشرطة لعاملي الأرض والجمهور.

؟ حطين والفتوة يحتاجان إلى معجزة.. وإلى أداء متعثر أيضاً للغير يفيدهما بقدر ما يلحق الضرر بالمتعثرين.

؟ كل هذه الأمور نبنيها على الفوز والخسارة أما التعادل وهو وارد أيضاً فأمره محسوم لأنه سيكون أيضاً بطعم الخسارة.

؟ وكذلك يجب ألاَّ يفوتنا موضوع التحكيم وأعصاب الحكام حيث إن بعض المباريات تحتاج إلى حكام من كوكب آخر وإلى مراقبين محترمين لا تجذبهم الصغائر ولا المصالح ولا الانتخابات.

؟ وما أرجوه من اتحاد الكرة أن يجري مباريات الأسبوعين الأخيرين في يوم واحد منعاً للقيل والقال وأن يفكر كثيراً في تكليف الحكام وأن يقوم من لا مصلحة له من بين أعضائه بمراقبة المباريات.

طبعا هاد المقال منقول من جريدة الرياضية ........... ومن هنا أعلن وقوفي إلى جانب الكرامة للحصول على بطولة الدوري .........


وكرمال عين تهون مرج عيون