الليل الطويل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الليل الطويل

مجموعات الابداع والمبدعين برامج ألعاب قصة شعر فن رياضة مقالات طرائف من العالم نكت أغاني نغمات موبايل مقاطع فيديو مضحكة


    الحرف في القرآن

    avatar
    المبدعة


    عدد المساهمات : 159
    نقاط : 429
    تاريخ التسجيل : 09/05/2009

    الحرف في القرآن Empty الحرف في القرآن

    مُساهمة من طرف المبدعة الأربعاء يونيو 10, 2009 6:47 am

    الحرف في القرآن



    برز الحرف المنفصل في القرآن بروزا حادا فافرز اشكالية استمرت على طول مساحة عمر القرآن بين المسلمين .

    الروايات اكدت عدم معالجة تلك الحروف من قبل المصطفى عليه افضل الصلاة السلام ورعيل صحابته مما جعل من تلك الحروف أزمة فكرية صاحبت كل كتب التفسير ولكل مراحل الفكر العقائدي .

    لما كان القرآن للناس كافة ونحن في جيلنا من أولئك الناس فلن يكون من الحكمة ان نرث ما عجز عنه الآباء ... حاجتنا للقرآن في يومنا المعاصر أكثر من حاجة الآباء له ... عدم معالجة تلك الحروف في زمن نزول القرآن مغطى بنص قرآني يعالج ذلك الزمن .

    (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرءانُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ) (المائدة:101)

    من ذلك النص الشريف لا يرى العقل مناصا من الارتجاج العنيف الملزم بقيام ضابطة فكر مركزية في أن القرآن يحمل (بيان مذخور) .. وإلا لماذا لا تسألوا ... ولماذا إن تبد لكم عفا الله عنها

    نجد في القرآن مثلا شريفا إلا انه قاس ٍ في طرحه

    (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً )(الجمعة: من الآية5)

    نحن نحمل القرآن وفيه علم مذخور وعلينا أن نخرج من قساوة الوصف القرءاني فينا وان لا نكون مثل حاملي التوراة ونعبر سقف الوهن الفكري ونواجه القرآن ولن تأخذنا في الله لومة لائم ..

    (نْ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ) (القلم:1)

    (ق وَالْقُرآنِ الْمَجِيدِ) (قّ:1)

    (ص وَالْقُرآنِ ذِي الذِّكْرِ) (صّ:1)

    إنها آية شريفة والقرآن هو عبارة عن مجاميع من الآيات

    (وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ) (الحج:16)

    (الم) (البقرة:1)

    (حم) (غافر : 1)

    (يس) (يس : 1)

    (الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) (هود:1)

    كتاب آياته مفصلات سواء ذهبت عقولنا إلى فهمها (منفصلات) أو في فهمها (بينات) فالنتيجة واحدة تلقم العقل في أن الآية القرآنية تحمل بيانا مكتمل سواء ارتبطت بما بعدها أو بما قبلها فحكمة منزل القرآن عندما وضعها في صفة منعزلة عما قبلها وعن ما بعدها يعني إنها مكتملة البيان .. ذلك عقل محض

    عند هذه النقطة سيكون العقل ملزما في الدخول إلى مسرب إجباري رغما عنه

    الحرف الواحد يحمل القصد فهو دلالة القاصد في اللفظ

    عندما يرتبط الحرف بالحرف يقوم البيان

    من أجل ذلك لم نجد في القرآن آية مستقلة مبنية على حرف واحد لأن قيام القصد لا يكفي بل يجب أن يقوم البيان لأن آياته بينات

    ومن أجل ذلك وجدنا ان ارتباط الحرف بالحرف يقيم البيان مثل (يس) فكانت آية مستقلة لأن آيات الكتاب موصوفة بأنها تحمل البيان

    ذلك التخريج موجود في عربية العقل ولكنه تخريج مهمل لأن فطاحل لغة العرب في التاريخ أعاجم فلم يدركوا ذلك التخريج والقرآن بلسان عربي مبين

    (كتاب) ... هو لفظ عربي ... نضيف إليه حرف الهاء فيكون (كتابه) .. ظهر قصد المتكلم بمجرد إضافة حرف الهاء للفظ ... تنحى العربية في ذلك في مجمل ألفاظها

    عمل .. معمل .. رسم .. مرسم .. ذهب .. مذهب ... خبز ... مخبز .. كل تلك الألفاظ تحرك فيها القصد موحدا بإضافة حرف الميم إلى أول اللفظ .. من ذلك يتضح في مرآة العقل أن حرف الميم يحمل قصد تشغيل الفعل (مشغل) .. مثله محرك .. فهو مشغل الحركه .. مخبز .. مشغل صناعة الخبز .. مرسم مشغل فعل الرسم
    ذهب العرب إلى الميزان الصرفي من عند عقولهم وقد ابتنوا الميزان الصرفي على كينونة أذن السامع للعربية ...

    محاولتنا الوتر هي معالجة القصد عند المتكلم ... وليس أذن السامع .

    لا يوجد في سنن العرب الكلامية حرف يقيم البيان ... بل يقيم القصد .. ولا يقوم البيان ما لم يرتبط الحرف بالحرف أو يقوم القاصد بالتعريف المسبق بمقاصده .

    عندما نقول حرف (ح) فلا أحد يستطيع أن يدرك ماذا يقصد الناطق بذلك الحرف .. عندما يعلن الناطق أن حرف (ح) يعني لفظ (حديد) فإن البيان يقوم من الناطق ويكون الحرف دليلا عليه .

    عندما ينطق أحدهم حرف (س) فلا أحد يستطيع أن يعرف قصد المتكلم ... عندما يردفه المتكلم بحرف (ر) فإن القصد يقوم (سر) ولفظ (سر) كامل البيان ... ذلك هو استدلال عقلي محض .

    عندما نعدد نقاط تسلسلية في الكلام ونقول (أ,ب,ج,د) فإن الحروف لا تدرك ولكن الناطق أعلن تعدادا تسلسليا ربطه بتسلسلية الحروف الأبجدية فقام البيان .. فلو أن قائلا وضع حروف عشوائية لتسلسلية كلامه ولا تتطابق مع التسلسل الأبجدي المعلن فتكون الحروف هوجاء لا تدل على قصد القائل

    (كهيعص) (مريم:1)
    إذن تلك آية تحمل بيان .. فيوم يعرف المسلمون مقاصد الحرف الواحد يقوم بيان الآية 1 من سورة مريم

    ذلك ليس بعسير ولكنه نشاط مهمل متروك لأن لغويوا العرب أمعنوا في فهم البيان مكتملا وهو على شكل لفظ وأهملوا تفاصيل قيام القصد حرفا حرفا .. أي أن العربية عندهم اعتمدت على السمع
    في حين المتكلم يقوم ببناء القصد في عقله .. فترك البناء وأهمل وتمسكوا ببيان مسموع ولم يعيروا اهتماما إلى مقاصد الحرف في البناء

    تلك مهمة عقلانية صعبة لا ينالها إلا ذو حظ عظيم .

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 6:45 pm