آن الأوان لتدبر حاضر أبنائنا ومستقبلهم :
أكد صاحب الجلالة الملك محمد السادس يوم الجمعة 6 يناير 2006 أنه "آن الأوان لتدبر حاضر أبنائنا ومستقبلهم" من خلال التشمير عن ساعد الجد ومواصلة تضحيات جيل الاستقلال، والمسيرة الخضراء.
وقال جلالة الملك في خطاب وجهه إلى الأمة، بمناسبة انتهاء مهمة هيئة الإنصاف والمصالحة وتقديم الدراسة حول التنمية البشرية بالمغرب، "بلسان حال أجيالنا الصاعدة أقول : كفى من الأنانية، والانطواء على ذواتنا. وهدر الفرص الثمينة، واستنزاف الطاقات في معارك وهمية. وقد آن الأوان لتدبر حاضر أبنائنا ومستقبلهم، فشبابنا لن يتفهموا عدم تحقيق تطلعاتهم المشروعة للعيش الحر الكريم".
وأضاف جلالة الملك أن ذلك لن يتأتى إلا بالتشمير عن ساعد الجد، ومواصلة تضحيات جيل الاستقلال، والمسيرة الخضراء. والمضي قدما في إصلاح شامل، عماده الجيل الصاعد.. "جيل تحقيق التنمية البشرية، والتمسك بالهوية الوطنية، والوحدة الترابية، والتشبث بالملكية المواطنة".
وبعد أن ذكر جلالة الملك بقراره نشر التقرير الختامي لهيئة الإنصاف والمصالحة والدراسة حول حصيلة وآفاق التنمية البشرية بالمملكة خلال الخمسين سنة الأخيرة وتمكين الرأي العام من الإطلاع عليهما، قال جلالته إنه على هذا الأساس، "يتعين علينا جميعا، علاوة على حفظ هذه الحقبة في ذاكرة الأمة، باعتبارها جزءا من تاريخها، استخلاص الدروس اللازمة منها. وذلك بما يوفر الضمانات الكفيلة بتحصين بلادنا من تكرار ما جرى، واستدراك ما فات" مؤكدا أن الأهم، هو التوجه المستقبلي البناء القائم على "تعبئة كل طاقاتنا للارتقاء بشعبنا، والانكباب على قضاياه الملحة. فما أكثر ما ينتظرنا إنجازه".
وأضاف جلالته لقد "عملنا على أن يأخذ قطار التنمية البشرية سرعته القصوى.
غايتنا المثلى ترسيخ دعائم المجتمع التضامني، الذي يكفل الكرامة والمواطنة المسؤولة لكافة أبنائه، في تلازم بين ممارسة الحقوق وأداء الواجبات. وبدون ذلك، لن نكون متجاوبين مع شبابنا، ولا مواكبين لتطور العصر".
وبخصوص ماضي انتهاكات حقوق الإنسان قال جلالة الملك "لقد أقدمنا بكل شجاعة وحكمة وثبات على استكمال التسوية المنصفة لماضي انتهاكات حقوق الإنسان، التي أطلق مسارها الرائد، منذ بداية التسعينيات، والدنا المنعم، جلالة الملك الحسن الثاني".
وقال جلالة الملك في هذا الصدد "إني كوارث لسر والدي المنعم، أحمد الله على أن وفقنا للنهوض بهذه الأمانة. وباسم الشعب المغربي قاطبة، فإني أرفع هذه البشرى، لتزفها ملائكة الرحمان، إلى روحه الطاهرة. وتثلج بها قلبه، وأفئدة جميع الضحايا والمتضررين، وكل الأسر المكلومة، التي هي محط عطفنا وعنايتنا".
وبعد أن أشاد جلالة الملك بالجهود التي بذلتها هيأة الإنصاف والمصالحة، رئاسة وأعضاء، أعلن جلالته أنه كلف المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان بتفعيل توصيات الهيئة داعيا كافة السلطات العمومية، إلى مواصلة التعاون المثمر مع المجلس، "لتجسيد حرصنا الراسخ على تعزيز الحقيقة والإنصاف والمصالحة".
وعبر جلالة الملك عن يقينه بأن هذه "المصالحة الصادقة التي أنجزناها، لا تعني نسيان الماضي، فالتاريخ لا ينسى. وإنما تعتبر بمثابة استجابة لقوله تعالى : "فاصفح الصفح الجميل" مضيفا جلالته أن الأمر يتعلق بصفح جماعي من شأنه أن يشكل دعامة للإصلاح المؤسسي.. إصلاح عميق يجعل بلادنا تتحرر من شوائب ماضي الحقوق السياسية والمدنية.
واعتبر جلالة الملك من جهة أخرى أنه من شأن ذلك أن يعبد الطريق المستقبلي، أمام الخمسينية الثانية للاستقلال، لتركيز الجهود على الورش الشاق والحاسم، للنهوض بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، لكافة المواطنين، ولاسيما أولئك الذين يعانون من معضلات الفقر والأمية والبطالة والتهميش.
وأضاف جلالة الملك أنه في سياق "تفعيل مفهومنا الشمولي لحقوق الإنسان، ومنظورنا الاستراتيجي، القائم على تكامل وتناسق عمل الدولة، فقد أنيط بنخبة من المفكرين والخبراء، إعداد دراسة شاملة، عن حصيلة وآفاق خمسين سنة من التنمية البشرية".
وبعد أن نوه جلالته بالذين أشرفوا على هذه الدراسة، وبالكفاءات الوطنية التي ساهمت فيها أعرب جلالة الملك عن تطلعه إلى أن يشكل هذا "الإنجاز الهام"، خير محفز على استعادة النخبة، بمختلف مشاربها، لدورها التنويري، في نهضة الأمة، وانبثاق فكر استراتيجي. فضلا عن فتح نقاش تعددي وبناء، حول مشاريع مجتمعية متمايزة وواضحة مشيرا إلى أن الهيآت الدستورية والسياسية، والنقابية والجمعوية، تظل هي المسؤولة عن بلورتها وتنفيذها، وفق الإرادة الشعبية الحرة.
واستطرد جلالة الملك قائلا "لقد ارتأيت أن أركز خطابي حول التوجه المستقبلي، لاستكمال المواطنة الكريمة، بتجديد العهد على إنجاز الورش المستديم للتنمية البشرية. وعلى التعبئة الشاملة لطاقات شبابنا، وفسح المجال أمام كل المبادرات المنتجة للثروات الاقتصادية، أو المبدعة في كل مجالات العلوم والفنون، داخل المغرب وخارجه".
وأضاف جلالة الملك "سنظل حريصين على أن تبذل الدولة قصارى جهودها في هذا الشأن، ساهرين على تحقيق الكرامة والعيش اللائق لكل المغاربة في تضافر للجهود بينها وبين سائر الفاعلين قطاعا خاصا ومجتمعا مدنيا هيئات وسلطات، أفرادا وجماعات، سبيلنا إلى ذلك ترسيخ فضائل الاجتهاد والاستقامة والاستحقاق وتفعيل آليات المراقبة والمحاسبة والشفافية في ظل سيادة القانون والمواطنة الفاعلة" مؤكدا أن جلالته سيواصل "قيادة سفينة المغرب، في وجهتها الصحيحة، إلى مرسى الأمان والاستقرار، والتقدم والازدهار، بالإصلاحات العميقة والمتوالية".
أكد صاحب الجلالة الملك محمد السادس يوم الجمعة 6 يناير 2006 أنه "آن الأوان لتدبر حاضر أبنائنا ومستقبلهم" من خلال التشمير عن ساعد الجد ومواصلة تضحيات جيل الاستقلال، والمسيرة الخضراء.
وقال جلالة الملك في خطاب وجهه إلى الأمة، بمناسبة انتهاء مهمة هيئة الإنصاف والمصالحة وتقديم الدراسة حول التنمية البشرية بالمغرب، "بلسان حال أجيالنا الصاعدة أقول : كفى من الأنانية، والانطواء على ذواتنا. وهدر الفرص الثمينة، واستنزاف الطاقات في معارك وهمية. وقد آن الأوان لتدبر حاضر أبنائنا ومستقبلهم، فشبابنا لن يتفهموا عدم تحقيق تطلعاتهم المشروعة للعيش الحر الكريم".
وأضاف جلالة الملك أن ذلك لن يتأتى إلا بالتشمير عن ساعد الجد، ومواصلة تضحيات جيل الاستقلال، والمسيرة الخضراء. والمضي قدما في إصلاح شامل، عماده الجيل الصاعد.. "جيل تحقيق التنمية البشرية، والتمسك بالهوية الوطنية، والوحدة الترابية، والتشبث بالملكية المواطنة".
وبعد أن ذكر جلالة الملك بقراره نشر التقرير الختامي لهيئة الإنصاف والمصالحة والدراسة حول حصيلة وآفاق التنمية البشرية بالمملكة خلال الخمسين سنة الأخيرة وتمكين الرأي العام من الإطلاع عليهما، قال جلالته إنه على هذا الأساس، "يتعين علينا جميعا، علاوة على حفظ هذه الحقبة في ذاكرة الأمة، باعتبارها جزءا من تاريخها، استخلاص الدروس اللازمة منها. وذلك بما يوفر الضمانات الكفيلة بتحصين بلادنا من تكرار ما جرى، واستدراك ما فات" مؤكدا أن الأهم، هو التوجه المستقبلي البناء القائم على "تعبئة كل طاقاتنا للارتقاء بشعبنا، والانكباب على قضاياه الملحة. فما أكثر ما ينتظرنا إنجازه".
وأضاف جلالته لقد "عملنا على أن يأخذ قطار التنمية البشرية سرعته القصوى.
غايتنا المثلى ترسيخ دعائم المجتمع التضامني، الذي يكفل الكرامة والمواطنة المسؤولة لكافة أبنائه، في تلازم بين ممارسة الحقوق وأداء الواجبات. وبدون ذلك، لن نكون متجاوبين مع شبابنا، ولا مواكبين لتطور العصر".
وبخصوص ماضي انتهاكات حقوق الإنسان قال جلالة الملك "لقد أقدمنا بكل شجاعة وحكمة وثبات على استكمال التسوية المنصفة لماضي انتهاكات حقوق الإنسان، التي أطلق مسارها الرائد، منذ بداية التسعينيات، والدنا المنعم، جلالة الملك الحسن الثاني".
وقال جلالة الملك في هذا الصدد "إني كوارث لسر والدي المنعم، أحمد الله على أن وفقنا للنهوض بهذه الأمانة. وباسم الشعب المغربي قاطبة، فإني أرفع هذه البشرى، لتزفها ملائكة الرحمان، إلى روحه الطاهرة. وتثلج بها قلبه، وأفئدة جميع الضحايا والمتضررين، وكل الأسر المكلومة، التي هي محط عطفنا وعنايتنا".
وبعد أن أشاد جلالة الملك بالجهود التي بذلتها هيأة الإنصاف والمصالحة، رئاسة وأعضاء، أعلن جلالته أنه كلف المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان بتفعيل توصيات الهيئة داعيا كافة السلطات العمومية، إلى مواصلة التعاون المثمر مع المجلس، "لتجسيد حرصنا الراسخ على تعزيز الحقيقة والإنصاف والمصالحة".
وعبر جلالة الملك عن يقينه بأن هذه "المصالحة الصادقة التي أنجزناها، لا تعني نسيان الماضي، فالتاريخ لا ينسى. وإنما تعتبر بمثابة استجابة لقوله تعالى : "فاصفح الصفح الجميل" مضيفا جلالته أن الأمر يتعلق بصفح جماعي من شأنه أن يشكل دعامة للإصلاح المؤسسي.. إصلاح عميق يجعل بلادنا تتحرر من شوائب ماضي الحقوق السياسية والمدنية.
واعتبر جلالة الملك من جهة أخرى أنه من شأن ذلك أن يعبد الطريق المستقبلي، أمام الخمسينية الثانية للاستقلال، لتركيز الجهود على الورش الشاق والحاسم، للنهوض بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، لكافة المواطنين، ولاسيما أولئك الذين يعانون من معضلات الفقر والأمية والبطالة والتهميش.
وأضاف جلالة الملك أنه في سياق "تفعيل مفهومنا الشمولي لحقوق الإنسان، ومنظورنا الاستراتيجي، القائم على تكامل وتناسق عمل الدولة، فقد أنيط بنخبة من المفكرين والخبراء، إعداد دراسة شاملة، عن حصيلة وآفاق خمسين سنة من التنمية البشرية".
وبعد أن نوه جلالته بالذين أشرفوا على هذه الدراسة، وبالكفاءات الوطنية التي ساهمت فيها أعرب جلالة الملك عن تطلعه إلى أن يشكل هذا "الإنجاز الهام"، خير محفز على استعادة النخبة، بمختلف مشاربها، لدورها التنويري، في نهضة الأمة، وانبثاق فكر استراتيجي. فضلا عن فتح نقاش تعددي وبناء، حول مشاريع مجتمعية متمايزة وواضحة مشيرا إلى أن الهيآت الدستورية والسياسية، والنقابية والجمعوية، تظل هي المسؤولة عن بلورتها وتنفيذها، وفق الإرادة الشعبية الحرة.
واستطرد جلالة الملك قائلا "لقد ارتأيت أن أركز خطابي حول التوجه المستقبلي، لاستكمال المواطنة الكريمة، بتجديد العهد على إنجاز الورش المستديم للتنمية البشرية. وعلى التعبئة الشاملة لطاقات شبابنا، وفسح المجال أمام كل المبادرات المنتجة للثروات الاقتصادية، أو المبدعة في كل مجالات العلوم والفنون، داخل المغرب وخارجه".
وأضاف جلالة الملك "سنظل حريصين على أن تبذل الدولة قصارى جهودها في هذا الشأن، ساهرين على تحقيق الكرامة والعيش اللائق لكل المغاربة في تضافر للجهود بينها وبين سائر الفاعلين قطاعا خاصا ومجتمعا مدنيا هيئات وسلطات، أفرادا وجماعات، سبيلنا إلى ذلك ترسيخ فضائل الاجتهاد والاستقامة والاستحقاق وتفعيل آليات المراقبة والمحاسبة والشفافية في ظل سيادة القانون والمواطنة الفاعلة" مؤكدا أن جلالته سيواصل "قيادة سفينة المغرب، في وجهتها الصحيحة، إلى مرسى الأمان والاستقرار، والتقدم والازدهار، بالإصلاحات العميقة والمتوالية".